هل يحق للأب أن يكتب البيت باسم بناته فقط؟

جدول المحتويات
لدى كثير من الآباء، خاصة أولئك الذين لم يُرزقوا سوى بالبنات، يتولد شعور دائم بالقلق والتفكير في المستقبل، وتحديدًا في مسألة مصير البيت الذي أفنوا أعمارهم في بنائه، حيث تراودهم الهواجس: ماذا سيحدث بعد وفاتي؟ وهل سيأتي إخوتي أو أقاربي للمطالبة بنصيب في هذا البيت، رغم علمهم أنه مأوى لبناتي وليس لهن غيره؟هذا الهاجس مشروع، خصوصًا مع الحالات الكثيرة التي نراها في الواقع، حيث يتم تجاهل حقوق البنات أو الضغط عليهن بعد وفاة الأب.
وهنا يبرز التساؤل الكبير الذي يشغل بال كثير من الآباء: هل من حق الأب، وهو على قيد الحياة وبكامل أهليته، أن يقوم بتسجيل البيت رسميًا باسم بناته فقط، كنوع من الحماية لهن وضمان الاستقرار في مستقبلهن، دون أن يُعدّ ذلك مخالفة للأحكام الشرعية المتعلقة بالميراث، أو تجاوزًا للقوانين المدنية التي تنظم ملكية العقارات والهبات أثناء الحياة؟
الفرق بين الهبة والميراث
لفهم المسألة شرعًا، يجب التمييز بين:
- الهبة: وهي تبرع يتم أثناء الحياة، ويتم نقل الملكية رسميًا ومباشرًا.
- الميراث: هو ما يُقسم بعد الوفاة حسب الأحكام الشرعية.
موقف الشريعة من التوزيع غير المتساوي
بعض الآراء الفقهية تؤكد وجوب العدل بين الأبناء في الهبة إذا كانوا موجودين، ذكورًا وإناثًا. أما إذا كان الأب لديه بنات فقط، فيجوز تخصيصهن إذا لم يكن في ذلك نية ظلم أو حرمان للآخرين.
موقف القانون المدني
في أغلب القوانين العربية، ما دام تم تسجيل العقار رسميًا قبل الوفاة، فهو لا يُعتبر من التركة، ولا يمكن المطالبة به كميراث.
ملاحظة: إذا لم يتم نقل الملكية رسميًا، قد تدخل العقارات ضمن الميراث وتُقسم حسب القانون الشرعي.
شروط صحة الهبة شرعًا
- أن تتم في حال القوة العقلية والبدنية.
- أن تُوثق رسميًا لضمان عدم التراجع أو التشكيك.
- ألا يكون القصد حرمان الآخرين أو الإضرار بالورثة.
الإجابة الشرعية
نعم، يجوز للأب أن يكتب البيت باسم بناته فقط أثناء حياته، بشرط أن يتم ذلك كهبة رسمية موثقة، وبنية سليمة، وألا يكون فيه ظلم للورثة أو نية تحايل.
أما إن تم الأمر بعد الوفاة، أو بنيّة حرمان أحد الورثة، فهو غير جائز شرعًا، ويُعتبر تعدّيًا على أحكام الميراث.
تعليقات