الإفتاء تحسم الجدل حول الوضوء دون ستر العورة في الحمام

الإفتاء تحسم الجدل حول الوضوء دون ستر العورة في الحمام
الإفتاء تحسم الجدل حول الوضوء دون ستر العورة في الحمام

تناول الفقهاء مسألة ستر العورة أثناء الطهارة من زوايا متعددة، بحسب طبيعة المكان، وحالة الشخص، والغرض من الطهارة، وما إذا كان الانكشاف يتم في حال الانفراد أم أمام الغير. وقد اتفقوا على أن ستر العورة واجب في الجملة، لكنهم فرّقوا بين حال الصلاة التي يشترط فيها ستر العورة لصحتها، وحال الوضوء الذي هو من مقدمات الصلاة ولا يشترط فيه ما يُشترط للصلاة.

والعورة في الشرع لها ضوابط معلومة، تختلف بين الرجال والنساء، لكن اتفاقهم كان واضحًا على أن كشف العورة أمام الغير بغير ضرورة يُعد محرّمًا، سواء في الطهارة أو في غيرها. أما في حال الانفراد، مثل أن يكون الإنسان وحده في الحمام أو غرفة مغلقة، فقد وقع الخلاف بين من يرى أن ستر العورة واجب مطلقًا، ومن يرى أنه مستحب في حال الانفراد، لكنه ليس شرطًا لصحة الوضوء.

وبالرجوع إلى الجهات الرسمية، نجد أن دار الإفتاء المصرية قد حسمت المسألة في فتاوى متعددة، مؤكدة أن الوضوء حال كشف العورة داخل الحمام لا يؤثر على صحة الوضوء، ما دام الإنسان بمفرده وفي موضع مغلق لا يراه فيه أحد. وقد بيّنت أن الوضوء عبادة قائمة على غسل أعضاء محددة، ولم يُشترط لها ستر العورة كما هو الحال في الصلاة. لكنّها في الوقت ذاته، أوصت بستر العورة ولو كان الإنسان وحده، من باب الأدب مع الله، ومراعاة لحياء المسلم مع نفسه.

كما أشارت دار الإفتاء إلى أن تعمد كشف العورة بدون حاجة أو ضرورة ليس من السلوك المرغوب، ولو لم يكن فيه إثم عند الانفراد، فإن الأفضل للمسلم أن يتحلى بالحياء في كل أحواله، اقتداءً بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي وُصف بأنه كان أشد حياءً من العذراء في خدرها.

الإجابة

لا يشترط ستر العورة لصحة الوضوء إذا كان الشخص في مكان مغلق لا يراه فيه أحد، ويجوز الوضوء عاريًا داخل الحمام، ما دام ذلك في حال الانفراد، ولا يُطلب منه إعادة الوضوء أو الصلاة. ومع ذلك، فإن الأفضل والأكمل أن يستر المسلم عورته قدر الإمكان، ولو كان بمفرده، التزامًا بأدب الطهارة وخلق الحياء.