اليوم هو يوم التروية … السر الذي غفل عنه الكثيرون، اقرأه الآن واغتنم كنوزه الروحية

اليوم هو يوم التروية … السر الذي غفل عنه الكثيرون، اقرأه الآن واغتنم كنوزه الروحية

في زحمة الأيام وتوالي الانشغالات يغفل الكثيرون عن يوم عظيم تتنزل فيه الرحمات وتُفتَح فيه أبواب الفضل، إنه يوم التروية، اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، حيث يبدأ الحجاج رحلتهم الإيمانية من مكة إلى منى استعدادًا للوقوف الأعظم في عرفة. لكن ما يجهله كثيرون أن هذا اليوم لا يخص الحجاج وحدهم، بل هو يوم روحاني يمكن لكل مسلم أن يغتنمه، فهو فرصة للتجديد والتطهر والاستعداد لاستقبال أعظم أيام الدنيا. إنه يوم اختاره الله بعناية ليكون بداية السكينة قبل فيض الرحمة في عرفة. ولأهميته كان السلف الصالح يستعدون له بالدعاء والصيام والذكر، وكأنهم يتهيأون للقاء الملك في صعيد عرفة.

ما يميز يوم التروية ليس فقط كونه بداية مناسك الحج، بل في معناه العميق الذي يحمل فكرة التهيؤ، تروية النفس بالإيمان كما يتروى الحاج بالماء استعدادًا للوقوف بعرفة، تروية القلب بالخشوع قبل أن تنهمر دموع الرجاء، وكأن الله أراد بهذا اليوم أن يعلمنا أن القلوب لا تتهيأ فجأة، بل تحتاج إلى مراحل من السكينة والتجرد حتى تصل إلى قمة القرب. ولو تأملنا هذا المعنى لعرفنا أن يوم التروية هو تدريب روحي بامتياز، فيه يتعلم العبد كيف يفصل عن زحمة الحياة ليبدأ مسيرته نحو الصفاء، وكأن التروية محطة فاصلة بين الحياة الدنيا وبين المعنى الحقيقي للعبادة.

ولعل أجمل ما في هذا اليوم أن أبوابه ليست مغلقة على من يحجون فقط، فكل من اشتاق لله، كل من أراد أن يجدد العهد، كل من أرهقته الذنوب، يستطيع أن يتوضأ ويجلس مع نفسه ويستثمر هذا اليوم في الدعاء والاستغفار والصيام والذكر. بل إن صيامه مستحب لغير الحاج، وقد كان السلف يصومونه رجاء أن يتنزل الله عليهم بالقبول كما يتنزل على حجاج بيته. ففيه بركة لا توصف، وسكينة لا تُشترى، وإشارات من الله أن الطريق لا يُغلق ما دام القلب مقبلًا، وأن القرب ليس مقصورًا على من طاف وسعى، بل هو متاح لكل من صدق وخلص نيته لله.

لكن ما الذي يجعل هذا اليوم مختلفًا عن غيره؟ ولماذا أخفاه الزمن خلف ضجيج العيد ووقفة عرفة؟
في الصفحة التالية ستكتشف السر الروحي العظيم الذي غفل عنه الكثيرون ويفتح لك بابًا لرحمة غير محدودة…