هل تعرف سر توقيت ذبح الأضحية؟ المعلومة التي يجهلها 90%

هل تعرف سر توقيت ذبح الأضحية؟ المعلومة التي يجهلها 90%

إذا تأملت في شعائر الإسلام، ستجد أن لكل تفصيل فيها وقتًا مقدّسًا، لا يُؤدّى قبله ولا يُؤجل بعده. وهذا ينطبق تمامًا على ذبح الأضحية. فبعد أن يؤدي المسلمون صلاة العيد، يبدأ وقت الذبح الشرعي. لماذا؟ لأن الذبح بعد الصلاة يعني أنك قدمت طاعتك لله أولًا، وقمت بأداء الشعيرة في وقتها المرسوم، ثم شرعت في تقديم القربان.

أما الذبح قبل الصلاة، فليس عبادة، بل هو استعجال يخلّ بروح الشعيرة. النبي محمد ﷺ قال: “من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، وليس من النسك في شيء” وهذا الحديث يحمل رسالة واضحة: لا قيمة للشكل إذا لم يُؤدّ في وقته. الذبح قبل الصلاة يُخرج العمل من كونه قربة لله إلى كونه مجرد فعل اعتيادي. الإسلام لا يريد منا فقط أن نذبح، بل أن نذبح في الوقت المخصص، وأن نُقدم الطاعة على العادة، والإيمان على الاستعجال.
ومن حكمة هذا التوقيت أيضًا، أنه يُوحد الأمة. لا يسبق فيها أحدٌ أحدًا، ولا يُظهر غني أو قوي تفوّقه على الآخرين بأسبقية الذبح. بل الجميع يقفون للصلاة سواسية، ثم يبدؤون بذبح أضحيتهم معًا، في وقت واحد، ومعنى واحد، وطاعة واحدة. هناك مساواة في الأداء، وعدالة في الطقس، وروح جماعية لا تُكسر بالاستعجال.

إن توقيت الذبح ليس مرتبطًا بزمن اليوم فحسب، بل بمعنى أعمق وهو أنك تبدأ يومك بالصلاة، بالذكر، بالخضوع، ثم تُقدم قربانك بعد أن تكون قد قدّمت روحك لله في الصلاة. فتأتي الأضحية تأكيدًا على إخلاصك واستعدادك للبذل. وكل من يذبح قبل الصلاة، فإنه يُقدّم صورة بلا روح، وفعلاً بلا جوهر، ويُفرّغ العبادة من معناها الأصيل.

إذًا، السر هو أن توقيت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد هو ما يحوّل الذبح من مجرد فعل إلى عبادة، ومن طعام إلى قُربان مقبول، ومن عادة إلى طاعة عظيمة.