لماذا أباح الله التعدد رغم أنه قد يجرح مشاعر الزوجة؟

لماذا أباح الله التعدد رغم أنه قد يجرح مشاعر الزوجة؟

من الأحكام التي أثارت الجدل والنقاش في المجتمعات الإسلامية وغيرها مسألة تعدد الزوجات وهي من التشريعات التي أباحها الإسلام ضمن ضوابط دقيقة وشروط محددة كثير من الناس يتساءلون عن الحكمة من هذا الحكم وعن الأسباب التي جعلت الإسلام يفتح هذا الباب الذي قد يُساء فهمه أو تطبيقه في بعض الحالات لذلك من المهم العودة إلى أصول التشريع وفهم السياق الذي نزل فيه هذا الحكم ومعرفة المقاصد الحقيقية من ورائه

الإسلام لم يبتدع التعدد بل نظّمه ووضع له حدودًا بعد أن كان منتشرًا دون قيد في الجاهلية فجاء الإسلام وقيّده بالعدل بين الزوجات وبعدد لا يزيد عن أربع وحدد شروطًا أخلاقية وإنسانية تضمن عدم ظلم المرأة أو الانتقاص من حقوقها وكان الهدف من هذا التنظيم هو مراعاة واقع المجتمعات البشرية التي قد تمر بظروف معينة تؤدي إلى عدم التوازن بين عدد الرجال والنساء أو ظهور احتياجات اجتماعية تستدعي هذا الحل الاستثنائي

كما أن الإسلام عندما أباح التعدد لم يجعله واجبًا أو فرضًا بل جعله رخصة مشروطة قد يحتاجها بعض الرجال في ظروف معينة مثل عقم الزوجة أو مرضها أو وجود مصلحة أسرية أو اجتماعية تستدعي زواجًا ثانيًا وفي المقابل شجّع الإسلام على الاكتفاء بزوجة واحدة لمن لا يستطيع تحقيق العدل أو يخشى أن يظلم زوجاته وجعل ذلك هو الأصل والأفضل في أغلب الحالات وهو ما يظهر توازن هذا التشريع وعدالته في معالجة الواقع

في الصفحة التالية سنعرض بالتفصيل الحكمة الفعلية من إباحة التعدد في الإسلام والمقاصد الاجتماعية والإنسانية التي أرادها الشرع من هذا الحكم بعيدًا عن المفاهيم الخاطئة أو الصور المشوّهة المنتشرة حوله…