لماذا أباح الله التعدد رغم أنه قد يجرح مشاعر الزوجة؟

لماذا أباح الله التعدد رغم أنه قد يجرح مشاعر الزوجة؟

من أهم الحكم التي وضعها الإسلام وراء إباحة التعدد هو تحقيق المصلحة الاجتماعية في حالات تتطلب وجود أكثر من زوجة لحماية المرأة نفسها من العنوسة أو الطلاق أو الحاجة إلى رعاية دائمة قد لا يستطيع المجتمع توفيرها بالطرق التقليدية كما أن هذا الحكم قد يكون وسيلة لحفظ الأسرة عند عجز الزوجة عن أداء بعض الواجبات الزوجية الأساسية لأسباب صحية أو نفسية دون أن يؤدي ذلك إلى الطلاق أو التفكك الأسري

التعدد كذلك قد يكون له دور كبير في رعاية الأرامل والمطلقات في المجتمعات التي تمر بظروف حروب أو كوارث أو نقص في عدد الرجال حيث تصبح الحاجة إلى ستر المرأة وضمان حقوقها وأطفالها أكبر من أي اعتبارات شخصية وقد أثبتت الوقائع التاريخية أن كثيرًا من حالات التعدد كانت وسيلة لرعاية الأيتام أو لحماية النساء من الفقر والتشرد لا كما يُروج لها في بعض الوسائل من كونها رغبة شخصية فقط

الإسلام اشترط لتحقيق التعدد شرطًا أساسيًا وهو العدل بين الزوجات في النفقة والمبيت والمعاملة وهو شرط دقيق جدًا يصعب تحقيقه دون مسؤولية ووعي ولذلك قال الله تعالى فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة وهذا يؤكد أن التعدد ليس عبثًا أو هوى بل مسؤولية شرعية عظيمة لا يمكن الدخول فيها إلا بشروط واضحة تحفظ الكرامة الإنسانية للطرفين وتجعل الهدف منها تحقيق الرحمة والمودة لا التسلط أو الاستغلال

وفي ضوء ما سبق يتضح أن التعدد في الإسلام ليس وسيلة لظلم المرأة أو تقليل من شأنها بل هو حكم تشريعي وضع لحكمة عظيمة تستجيب لاحتياجات واقعية بعيدة عن الهوى أو المزاج الشخصي

أباح الله التعدد لتحقيق مصالح إنسانية واجتماعية عند الحاجة إليه بشرط العدل وكان الأصل في الإسلام الاكتفاء بزوجة واحدة