هل يجوز الوضوء عاريا

من المسائل التي قد تبدو غريبة لبعض الناس ولكنها واقعية وتحدث في بعض البيوت أو المواقف اليومية مسألة الوضوء في حالة عدم ارتداء الملابس بشكل كامل أي الوضوء عارياً وهو أمر قد يتكرر عند من يغتسل ثم يتوضأ أو في حالات خاصة كعدم توفر ملابس في لحظة معيّنة وهنا يبدأ التساؤل هل يشترط في صحة الوضوء أن يكون الإنسان مرتدياً لملابسه وهل التعري يؤثر على قبول هذا الركن الأساسي من الطهارة الذي يسبق الصلاة
الوضوء عبادة بدنية يشترط لها غسل أعضاء محددة مثل الوجه واليدين والرأس والرجلين وهو طهارة معنوية لا تتوقف على نوع اللباس أو حالته ما دام الإنسان قد أدى أركان الوضوء كما وردت في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكن مع ذلك فإنّ التعري الكامل في أثناء أداء أي عبادة أمر يحتاج إلى توضيح فقهي لأنه يتصل بآداب الطهارة واحترام شعائر الدين التي ترتبط بالسلوك الخارجي أيضاً
وقد ورد في كتب الفقهاء من المذاهب الأربعة تفصيل حول هذه المسألة حيث فرّقوا بين ما هو شرط لصحة الوضوء وما هو أدبٌ أو كمالٌ مستحب فلا خلاف بينهم أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة وليس شرطاً لصحة الوضوء فالوضوء يصح في جميع الحالات إذا توفرت شروطه وأركانه ولم يُخلّ المتوضئ بأي من واجباته ولو كان عارياً لكن مع ذلك ينبغي الالتفات إلى أهمية احترام الخصوصية وعدم تعمد كشف العورة بلا حاجة
وفي الصفحة التالية سنعرض الحكم الشرعي المباشر لمسألة الوضوء في حالة العري الكامل وهل يصح ذلك عند جمهور العلماء أم أن هناك تفصيلات تمنع هذا الفعل في بعض الظروف…..
تعليقات