هل يجوز الوضوء عاريا

هل يجوز الوضوء عاريا

من المهم أن نُدرك أن الوضوء من العبادات التي تتعلق بالطهارة الحسية والمعنوية معاً ويجب أن يؤديها المسلم على وجهها المشروع لكن الشريعة الإسلامية جعلت باب الطهارة يسيرًا ولم تُشدّد فيه إلا في أركان الوضوء الأساسية لذلك فإن العلماء أجمعوا أن ستر العورة ليس شرطًا لصحة الوضوء بل هو شرط لصحة الصلاة فقط وهذا ما يُبين التيسير الشرعي في هذه المسألة

ومع أن الوضوء بدون ملابس ليس محرّمًا شرعًا من حيث الحكم الأصلي إلا أن فعله من غير ضرورة فيه مخالفة لآداب الإسلام خاصة إذا كان الإنسان في مكانٍ مكشوف أو يمكن أن يُرى من قبل غيره أما في حال كان الإنسان في مكان خاص تمامًا لا يراه أحد كأن يكون في الحمام أو غرفة مغلقة فلا حرج عليه إن توضأ وهو عارٍ تمامًا ويكون وضوؤه صحيحًا ولا شيء عليه بإجماع أكثر العلماء

وقد نبه بعض العلماء إلى أن الأفضل أن يكون المسلم على حال من الوقار والستر حتى في خلواته لأن الملائكة لا تدخل مكانًا فيه تعرٍّ بلا سبب معتبر وهذا لا يؤثر على صحة الوضوء لكنه يدخل ضمن باب الأدب والاحترام للعبادة ولذلك يُستحب تغطية الجسد عند الوضوء إن أمكن خاصة في الأماكن التي يكثر فيها التردد أو الحركة كالمنازل أو الغرف المشتركة

يجوز الوضوء عارياً إذا كان في مكان خاص لا يراه فيه أحد ولا يُشترط ستر العورة لصحة الوضوء بل يُشترط ذلك للصلاة فقط