في إحدى قرى محافظة الدقهلية، اكتشف الأهالي وجود صرخات غريبة تخرج من منزل مهجور، ما دفعهم لإبلاغ الشرطة على الفور. عند مداهمة الموقع، كانت الصدمة كبيرة؛ فتاة صغيرة مقيدة بالسلاسل داخل غرفة مظلمة تفوح منها روائح الإهمال والرطوبة. لم يكن هذا المشهد من فيلم، بل من قلب قرية “كوم النور”، وكانت الطفلة تُدعى شهد. لم تكن في حالة طبيعية، فقد بدت شاحبة، متسخة، وصامتة بشكل غريب. نقلتها قوات الأمن إلى المستشفى وسط ذهول الناس وتساؤلات لا تنتهي.
التحقيقات الأولية كشفت أن الطفلة تبلغ نحو 12 عامًا، وقد تعرضت للحبس والتقييد لسنوات داخل ذلك المكان المهجور. المتهم الأول لم يكن شخصًا غريبًا أو مختلًا، بل والدها الذي اعترف بأنه قام بذلك بدافع “الحماية”. قال إنه لم يرد لها أن تتواصل مع والدتها بعد الطلاق، فقرر عزلها عن العالم بأكمله. لم تكن هذه الحماية التي تستحقها طفلة، بل كان عقابًا قاسيًا لا تتحمله القلوب. المثير أن بعض الجيران أكدوا أنهم لم يروها منذ سنوات.
شهادة الأم أضافت تفاصيل أكثر مرارة، إذ قالت إنها كانت تحاول رؤية طفلتها باستمرار لكن الأب كان يتحجج بالسفر أو غيابها. لاحقًا، عرفَت الأم أن ابنتها تعيش في عزلة داخل مكان مهجور، لكن لم يكن أحد يصدق أو يساعدها. التحقيقات أظهرت أن الطفلة لم تُكمل تعليمها، وكانت تعاني من سوء تغذية ونقص في الوعي. التقارير الطبية أكدت تدهور حالتها الجسدية والنفسية، ما يستوجب تأهيلًا نفسيًا طويل الأمد. القضية تحولت إلى رأي عام بمجرد تسريب الصور والمعلومات لوسائل الإعلام.
ما زاد من قسوة القصة أن الطفلة كانت تسأل رجال الشرطة وهم يفكون قيدها: “أنا عملت إيه؟”، وكأنها لم تكن تدرك سبب كل هذا الألم. كلماتها اخترقت القلوب، وأثارت موجة تعاطف واسعة على منصات التواصل. النيابة قررت حبس الأب 4 أيام على ذمة التحقيق، مع إمكانية تمديدها لاحقًا، في ظل مطالبات حقوقية بمحاسبته بشكل صارم. قصة شهد لم تكن مجرد حالة فردية، بل فتحت الباب لملفات كثيرة عن العنف الأسري والإهمال بعد الطلاق. لكنها لم تكن سوى البداية… فالتفاصيل الأخطر كانت لا تزال مخفية في طيات التحقيق.
ما هي الكلمات التي أدلى بها الأب تحديدًا أمام النيابة؟ وهل يكمن في الظل دور خفي لأشخاص آخرين مرتبطين بهذه القضية المعقدة؟ الصفحة التالية ستفتح الستار عن الحقائق التي لم تُكشف من قبل، وتسلط الضوء على الجوانب الخفية التي بقيت طيّ الكتمان…
تعليقات