قصة الطفلة شهد: محطمة بالقيود داخل منزل مهجور في الدقهلية

في التحقيقات، أقرّ الأب أنه لم يكن يرى فعلته جريمة، بل كان يعتبر نفسه “يحمي” ابنته من الضياع والانحراف. قال إنه خاف عليها من الخروج وملاقاة أمها، وإنه شعر أن بقاءها داخل البيت المهجور أأمن لها من العالم الخارجي. النيابة واجهته بالصور والمشاهد المروّعة التي التقطتها الشرطة، لكنه لم يُبدِ ندمًا حقيقيًا بل ظل يكرر أنه تصرف “بدافع الأبوة”. هذا التبرير لم يقنع أحدًا، بل زاد الغضب ضده وضد أي منظومة تبرر تعذيب الأطفال بهذا الشكل. أما خال الطفلة، فكشف أن ما حدث مع شهد يشبه ما عاشته والدتها نفسها في زواجها من هذا الرجل.
الطفلة كانت تتحدث بصوت خافت، مترددة، وكأنها فقدت الثقة بكل من حولها، حتى بمن أنقذها. قالت للنيابة إنها كانت تأكل ما يُقدَّم لها وتصمت، ولم تحاول الهرب، بل كانت تنتظر اليوم الذي “يتغيّر فيه باب الغرفة”. أشارت إلى أنها لا تذكر شيئًا من المدرسة، ولم تمسك كتابًا منذ سنوات، ولا تعرف كيف يبدو وجه أمها بوضوح. التقارير النفسية أوصت بعدم إعادتها حاليًا لأي طرف من الوالدين دون تأهيل. الجهات المختصة بدأت إعداد خطة علاج طويلة تشمل إعادة تأهيل نفسي واجتماعي وتعليمي.
الإعلام المصري ركّز على القضية وفتح ملف “أطفال الطلاق”، الذين غالبًا ما يتحولون إلى ضحايا صامتين بين نزاعات الوالدين. وتناولت التقارير كيف أن غياب الرقابة المجتمعية، وتقصير بعض الجهات، ساهم في تأخر إنقاذ شهد لسنوات. ناشطون في مجال الطفولة طالبوا بسنّ قوانين أكثر صرامة تجاه الوالدين الذين يثبت تورطهم في إساءة معاملة الأطفال. كما طالبوا بإنشاء لجان تفتيش دورية على البيوت التي تضم نزاعات حضانة طويلة. وسط هذا كله، بقي وجه شهد – بنظرتها المنكسرة – أيقونة لطفلة تبحث عن ضوء بعد سنوات من الظلام.
هذه القصة لم تنتهِ، بل بدأت من جديد بعد تحرير الطفلة من سجنها غير القانوني. المجتمع كله اليوم أمام اختبار: هل سنكون جزءًا من حمايتها وشفائها؟ أم ننتظر الضحية القادمة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة، مع كل خطوة تُبنى لإعادة شهد إلى طفولة تستحقها، لا قيدًا ولا جدارًا ولا صمتًا. أما الأب، فمصيره الآن في يد القضاء، لكن مصير الطفلة… لا يجب أن يحدده القانون وحده.
لكن، ما هو الدور الحقيقي الذي أداه أخوها في هذه القصة المؤلمة؟ وهل كان مجرد شاهد صامت، أم أنه كان جزءًا من الحكاية بطريقة ما؟ وكيف استطاع المجتمع المحيط أن يسمح بمرور كل هذه الأحداث المأساوية دون أن يتحرك أو يصدر أي صوت؟ التفاصيل المفاجئة والأسرار التي قد تغيّر نظرتك للقصة كلها تجدها في الصفحة الثالثة…
تعليقات