قصة الطفلة شهد: محطمة بالقيود داخل منزل مهجور في الدقهلية

بين السطور، برز اسم شقيق شهد، الذي لم يتجاوز عمره 17 عامًا، والذي كان يزور المنزل أحيانًا ويشاهد أخته في وضعها المؤلم. كشفت التحقيقات أن الابن كان أداة ضغط أخرى استخدمها الأب ضد الأم، حيث كان يمنعها من التواصل مع شهد إلا عبره. رغم ذلك، أظهرت بعض الرسائل أن الابن نفسه كان يعاني من ضغوط نفسية هائلة، وأنه لم يكن يدرك حجم الجريمة بشكل كامل. النيابة طلبت استدعاءه كشاهد، مع احتمال عرضه على اختصاصي نفسي لتقييم وعيه بدوره. الشكوك لا تزال تحوم: هل كان الابن مجرّد شاهد؟ أم شريكًا صامتًا؟
المجتمع المحلي كذلك لم يكن بعيدًا عن المسؤولية، إذ مرّت سنوات ولم يبلغ أحد عن اختفاء الطفلة أو احتجازها. بعض الجيران قالوا إنهم لم يكونوا يرون الطفلة أبدًا، واعتقدوا أنها تعيش مع أمها في مدينة أخرى. آخرون اعترفوا بسماع أصوات غريبة، لكنهم ظنوا أن المنزل “مسكون” ولم يجرؤوا على الاقتراب. هذا الصمت الجماعي كان أحد أسباب بقاء شهد في معاناتها لسنوات دون تدخل. الجهات الأمنية أكدت أنها لم تتلقَّ أي بلاغ بشأن الطفلة طوال تلك الفترة، ما يثير تساؤلات عن الثقافة المجتمعية السائدة حول الخصوصية والخوف من التدخل.
في المقابل، بدأت وزارة التضامن الاجتماعي متابعة حالة الطفلة بشكل يومي، وتم تعيين فريق متخصص لإعادة دمجها تدريجيًا في بيئة آمنة. كما تم التنسيق مع هيئة تعليمية خاصة لتقييم إمكانية إعادتها للمدرسة ضمن برنامج تعويضي. الأمر لا يتوقف على مجرد الرعاية، بل يحتاج إلى خطة طويلة الأمد ترمم ما كُسر داخليًا. الطفلة نفسها، وفق التقارير النفسية، تعاني من “صدمة مزمنة” نتيجة العزلة وفقدان اللغة الاجتماعية. عودتها للحياة تحتاج إلى أكثر من قرار رسمي… تحتاج إلى معجزة من نوع مختلف.
قصة شهد اليوم تحولت إلى مرآة نرى فيها فشل المنظومة القانونية والاجتماعية في حماية الأطفال من أقرب الناس إليهم. لم تكن وحيدة في ألمها، لكنها كانت صامتة بما يكفي لأن تمرّ كل هذه السنوات دون أن يسمعها أحد. الأمل الآن أن تصبح قصتها بداية لتغيير حقيقي في طريقة تعاملنا مع الأطفال، خاصة ضحايا التفكك الأسري. فشهد ليست رقمًا في ملف، بل ضوء ضعيف يبحث عن فرصة ليشتعل.
تُطرح اليوم أسئلة مهمة حول مصير الأب قانونيًا، فما هي العقوبات التي قد تُوقَع عليه؟ وهل ستشهد مصر بحق حالة قانونية فريدة تمثّل أول سابقة قضائية مشددة بحق والد انتهك حق حضانة ابنته بطريقة لا تُغتفر؟ كل التفاصيل القانونية والتحليلات الرسمية تجدها في الصفحة الرابعة… تابع معنا لتكتشف كيف ستتصدى العدالة لهذه القضية التي أثارت جدلاً واسعًا.
تعليقات