قصة الطفلة شهد: محطمة بالقيود داخل منزل مهجور في الدقهلية

من الناحية القانونية، واجه الأب تهماً متعددة، أبرزها “الاحتجاز غير القانوني لطفل قاصر”، و”الإهمال الجسيم”، و”التسبب في أذى نفسي دائم لطفلة تحت مسؤوليته”. بحسب محامي الأسرة، فإن القانون المصري يُجيز عقوبات مشددة في حالات التعذيب أو تقييد الحرية، خصوصًا حين يكون المجني عليه قاصرًا. النيابة أمرت بتمديد حبس الأب 15 يومًا إضافيًا على ذمة التحقيق، ريثما تُعرض التقارير النفسية والطبية النهائية. كما طلبت من الشرطة التحري عن تاريخ الأب وسجله السابق، بعد ورود معلومات عن سلوكيات سابقة غير متزنة. القضية اتخذت طابعًا حساسًا بعد تدخل المجلس القومي للطفولة والأمومة بشكل مباشر.
من جانبه، صرّح محامي المتهم بأن موكله “لم يتعمد الإيذاء” وأنه “كان يمر بظروف نفسية قاهرة بعد الطلاق”، وهو ما اعتبره المتابعون محاولة تبرير مرفوضة لسلوك لا يُغتفر. على الجانب الآخر، أكدت النيابة أنها تتعامل مع القضية كجريمة متكاملة الأركان، ولن تتسامح مع “مسخ صورة الأبوة” كما وصفها بيان رسمي. وعليه، تم إحالته رسميًا إلى المحاكمة الجنائية، مع فتح باب المطالبة بالتعويض المدني عن الأذى الذي لحق بالطفلة. يُنتظر أن تبدأ أولى الجلسات خلال أسبوعين، وسط تغطية إعلامية حذرة واهتمام حقوقي متزايد. فالمحكمة لن تنظر فقط إلى الجريمة، بل إلى صرخة الطفلة التي حركت دولة بأكملها.
في هذه الأثناء، تلقّت الطفلة دعمًا من آلاف المتابعين عبر منصات التواصل، حيث امتلأت الصفحات برسائل تضامن ورسوم كرتونية تُجسّد حريتها. ظهرت حملات إلكترونية تطالب بوضع اسم “شهد” كرمز لحماية الأطفال المعنّفين، ودعوات لتعديل بعض بنود قانون الأحوال الشخصية. بدأ بعض المحامين والبرلمانيين تقديم مقترحات لتشديد الرقابة على حالات الحضانة، خصوصًا عند وجود خلاف بين الزوجين. بينما شارك مختصون في مؤتمرات طارئة تبحث في سبل التدخل المبكر قبل تفاقم مثل هذه الحالات. كل هذا الحراك بدأ بفتاة صغيرة خرجت من الظلام لتنير المجتمع كله.
ما يجعل هذه القضية مختلفة أن المتهم لم يكن وحشًا غريبًا، بل أبًا كان من المفترض أن يكون الأمان لطفلته. هذا التناقض الصارخ كشف هشاشة الوضع القانوني للأبناء بعد الطلاق، وأعاد طرح أسئلة عن ضعف الرقابة في القرى والمناطق المهمشة. هل تكفي قوانين الحضانة الحالية؟ وهل تكفي المراكز الاجتماعية القليلة لمتابعة كل النزاعات العائلية؟ شهد، رغم صغر سنها، أثارت حوارًا وطنيًا لا يمكن تجاهله. وما ستقرره المحكمة قريبًا، لن يكون فقط نهاية قضية، بل ربما بداية إصلاح كامل.
هل ستكون الأحكام الصادرة كافية لإعادة الطفلة إلى مسار حياتها الطبيعي وآفاق أمل جديدة؟ وما هي التفاصيل التي تحملها التقارير النفسية عن الحالة الداخلية لهذه الطفلة، وما حجم التأثير العميق الذي تركته هذه التجربة عليها؟ الصفحة الخامسة ستسلّط الضوء على الجانب الإنساني الأعمق وتكشف لك ما وراء المشاعر والأرقام…
تعليقات