عمرك تساءلت لماذا يتم وضع الثعبان داخل فم الجمل

عندما نتأمل حياة البادية ومربي الإبل على وجه الخصوص، ندرك أن كثيرًا من ممارساتهم نابعة من تجارب طويلة في التعامل مع هذه الحيوانات القوية التي تتطلب رعاية خاصة، واهتمامًا مستمرًا. ومن أغرب ما وصل إلينا من تلك التجارب، هو ما يعرف عندهم باسم “وضع الثعبان في فم الجمل”، وهي عادة قديمة توارثتها أجيال من الرعاة للتعامل مع مرض محدد يصيب الجمال ويجعلها شرسة بشكل مفاجئ.
يُطلق على هذه الحالة اسم “الهيام”، وهي نوع من الاضطراب السلوكي أو النفسي يصيب الجمل فجأة، فيتحول إلى حيوان غاضب وعنيف يرفض الطعام ويهاجم من يقترب منه، وقد يشكل خطرًا على من حوله. ويعتقد بعض الرعاة أن سبب هذا التغير هو دخول “ريح سامة” إلى جسم الجمل، أو تأثره بما يشبه المس من الجن، بحسب المفاهيم المتوارثة لديهم.
في ظل غياب الفهم العلمي سابقًا، وقلّة البيطرة في المناطق النائية، لجأ الناس إلى هذه الطريقة العنيفة بهدف “صدمة الجمل”، أي دفعه إلى التفاعل القوي مع الثعبان داخل فمه، ما يثير كامل جهازه العصبي ويعيد توازنه النفسي والجسدي كما يظنون. وقد كانوا يلاحظون تغيرًا بعد ذلك في سلوك الجمل، وهو ما عزز إيمانهم بهذه الممارسة.
ومع أن الأطباء البيطريين اليوم لا يوصون بهذه الطريقة، ويعتبرونها خطرًا كبيرًا على الحيوان وقد تؤدي إلى جروحه أو وفاته، إلا أن البعض لا يزال يمارسها في بعض المناطق، خصوصًا ممن لا يثقون بالطب الحديث أو لا يصل إليهم بسهولة. وبين التفسير الشعبي والواقع العلمي، تبقى هذه العادة واحدة من أغرب ما يمكن أن يرتبط برعاية الحيوانات في المجتمعات التقليدية.
يتم وضع الثعبان داخل فم الجمل في بعض المناطق كطريقة تقليدية لعلاج مرض “الهيام”، وهي حالة عصبية تجعل الجمل عدوانيًا، ويعتقد الرعاة أن هذه الصدمة تعيده إلى حالته الطبيعية.
تعليقات