وأنا بغسل حماتي لقيتها بتتبول على نفسها ومش راضية توقف، والكم الهلع اللي شفته في عيونها كان كفيل يرعب أي حد. وبعد ما خلصت التحضيرات للرحلة للقاهرة، دخلنا الغرفة اللي فيها الميتة وكانت فاطمة بتتحسس جسد حماتها بشوية خشوع، لكن فجأة بدأت حماتها تتبول في أمانة، كلامها اتقطع ورجفت، ودموع غريبة نزلت على خدودها، وعيونها مفتوحة بنظرة ما يفهمهاش العقل.
محمد وقف جنب الباب بعينه مشيطة وأيده بترتعش، هو كمان مش مصدق اللي بيشوفه، بعدما عرف إن محدش من ستات المدينة وافق يغسلها، وفاطمة مقدمتش على الموضوع من قلب جرئ بدون تفكير. الجو كان تقيل وهدوء جاثم على الأوضة، ولما حصل الموقف المرعب دا، فاطمة قعدت تحت جثة حماتها، بتشد بمنشفة وبتقول بترنح من الخوف: “يا حاجة أنا هنا، يا حاجة حد ساعدني، في حد؟”، لكن صوتها اختفى وسط الصمت.
الطاقم الطبي اللي كان واقف عند الباب اتجمّع بسرعة، لكن التعبير على وشهم كان بيقول إنهم ميتخوصلوش على تدريب لموقف زي دا، كل واحد فيهم وقف مصعوق بطريقته، والتدخل اتأخر دقيقة حسيت إنها آلاف السنين. وأنا واقف جنب محمد، وقلبي كان بيخبط بقوة، مش قادر أقول حاجة، لأن اللي بيحصل أكبر من أي كلمة تخرج بأي لحظة.
بعد لحظات، الطاقم بدأ يساعد فاطمة تنظف الحمات ويدوها أدوية، والنظرات بينهم ما بين خوف وتعجب، وابتدى كلام جاف عن أمراض عصبية غير متوقعة. فاطمة راحت على الممر وضربت يدها في حيطان السرعة والقلق، وابتدت تقول بصوت منخفض: “ليه جت لنا الليلة دي؟ ليه مفيش حد كان يقدر يساعد بدالنا؟”، ومين يعرف لسة قصة أصعب جاية.
تابع للصفحة الثانية عشان تعرف أول تشخيص طبية والمفاجأة اللي قلبت الوضع رأساً على عقب
تعليقات