مرّت كالشبح… وتجاهلت كل التحذيرات. طائرة غامضة تابعة لكوريا الشمالية تُرصد فجأة وهي تحلّق على ارتفاع متوسط فوق أجواء العراق وإيران، رغم التوترات المتصاعدة في المنطقة والتحذيرات الجوية الصارمة الصادرة عن منظمات الملاحة العالمية. الحدث بدا في لحظاته الأولى وكأنه خرق روتيني أو خطأ تقني، لكن سرعان ما تحوّل إلى محور جدل وتحقيقات عميقة وتحليلات استراتيجية، خاصة أن الطائرة تجاهلت نداءات الملاحة المدنية ولم تُسجَّل ضمن أي خطة طيران معلنة مسبقًا.
التوقيت لم يكن عابرًا، بل جاء متزامنًا مع ذروة توتر بين قوى إقليمية ودولية في المنطقة، حيث تشهد بعض الأجواء فوق الخليج والعراق تشديدًا في إجراءات الملاحة بسبب احتمال وقوع صدامات جوية أو عمليات عسكرية مفاجئة. ورغم ذلك، تمكنت الطائرة من اختراق مسار حساس دون أن يتم اعتراضها أو إسقاطها، ما يطرح أسئلة حقيقية حول قدرتها على التسلل وعدم رصدها بشكل مبكر.
المصادر الأولية تحدثت عن طائرة من طراز قديم يعود لفترة السبعينيات، لكنها مزوّدة بأنظمة تعديل حديثة قادرة على تقليل البصمة الرادارية، الأمر الذي يفسّر قدرتها على التمويه. ووفقًا لمصادر ملاحية مطلعة، لم يتم تسجيل اسم الرحلة ولا رقمها التسلسلي ضمن سجلات العبور المعتمدة، مما يشير إلى عملية غير تقليدية سواء في التخطيط أو التنفيذ. هذا ما جعل مراقبي الحركة الجوية في إيران والعراق يدخلون في حالة استنفار قصوى خلال الدقائق التي كانت فيها الطائرة تحلّق فوق أراضيهم.
والمثير في القصة أن الطائرة لم تبقَ طويلاً في الأجواء، بل عبرت بسرعة دون أن تهبط أو تغيّر مسارها، لكنها أثارت سيلًا من التساؤلات، أبرزها: لماذا حلّقت؟ وما الرسالة التي تحملها كوريا الشمالية بعبورها في هذا التوقيت وفي هذه المنطقة بالذات؟ وبينما تتكتم الجهات الرسمية على أي رد دبلوماسي، بدأ المحللون بالبحث عن أبعاد أكثر عمقًا، تتجاوز مجرد العبور الجوي.
تابع في الصفحة الثانية لتفهم لماذا يعتبر هذا الحدث البسيط إشارة جيوسياسية معقدة تحمل في طياتها رسائل صامتة إلى العالم بأسره…
تعليقات