يتردد على ألسنة البعض في مجتمعاتنا مصطلح قديم يُقال عنه “المرأة الربوخ”، وهو تعبير شعبي دارج لا يُقصد به وصف سلبي بل يحمل في مضمونه إشارة إلى شخصية أنثوية قوية التأثير، حادة الذكاء، وذات طابع خاص في تعاملها مع من حولها. كثيرون يخلطون بين هذا الوصف وبين صفات قد تكون سلبية أحيانًا، لكن الحقيقة أن “الربوخ” هو نموذج مختلف تمامًا، قائم على الهيبة والطاقة والحضور اللافت دون تصنّع أو ادّعاء.
المرأة التي تُوصف بهذا اللقب غالبًا ما تكون سريعة الملاحظة، لا تمر عليها التفاصيل مرور الكرام، وتقرأ المواقف قبل أن تُقال، وهذا ما يجعلها تتفوق في ذكائها الاجتماعي على غيرها. تمتلك قدرة عالية على فهم الشخصيات وتحليل نوايا الآخرين حتى من دون كلام كثير. وهذا النوع من الحضور الذهني يثير احترام البعض وتخوف البعض الآخر منها، لأنهم يشعرون أن أمامهم شخصية لا يمكن التلاعب بها أو خداعها بسهولة.
من أبرز ما يميز هذه الشخصية أنها لا تسمح لأحد بتجاوز حدودها، فهي تعرف تمامًا متى تصمت ومتى ترد، ومتى تستخدم الحزم بدل اللين. ورغم أن البعض قد يظنها قاسية في بعض المواقف، إلا أن كثيرًا ممن يقتربون منها يكتشفون لاحقًا أن وراء تلك الصرامة قلبًا طيبًا وروحًا نقية، لكنها فقط لا تُظهر ضعفها أمام أحد ولا تسمح للظروف بأن تكسرها مهما اشتدت.
كما أن المرأة “الربوخ” تمتلك استقلالًا واضحًا في رأيها ولا تتبع الآخرين بسهولة، فهي صاحبة قرار ولها قناعاتها التي لا تهتز بكلمة أو موقف عابر. هذه الصفة تجعلها في بعض الأحيان محل جدل في محيطها، خاصة إذا كانت تعيش في بيئة تقليدية لا تتقبل شخصية المرأة القوية. لكنها لا تبالي كثيرًا بهذه الانتقادات لأنها تدرك أن احترام الذات لا يُهدى بل يُنتزع، وأن من لا يعرف قيمتها اليوم سيقدّرها غدًا.
تابع في الصفحة الثانية لتتعرف على الجوانب العاطفية والسلوكية الخفية لشخصية المرأة الربوخ، ولماذا يراها البعض مختلفة إلى حد الندرة…
تعليقات