قصة كريمة ياقوت الطفلة

قصة كريمة ياقوت الطفلة

جلست الأم على الأرض بجوار سريرها، تمسك يدها الصغيرة وتبكي كأن قلبها قد سُحب من جسدها. لم تستيقظ كريمة إلا بعد يومين. نظرت حولها بعينين زائغتين، ثم أجهشت بالبكاء حين رأت أمها، وقالت بصوت خافت مرتجف: “ماما ما كنتش عارفة أرجع البيت”. لم تستطع في البداية أن تحكي ما حدث، لكن كلماتها القليلة كانت كافية ليتجمّد الدم في عروق الجميع. كانت قد خُدعت من شخص غريب فتح الباب وهي تجلس تراجع القرآن، أوهمها أنه صديق والدها، وقال لها إن والدها ينتظرها أمام المسجد.

لم تشك الطفلة في البداية، خاصة أنه نطق اسم والدها الكامل، لكنها أدركت بعد دقائق أنها خُطفت. قضت يومين ونصف في مكان لا تعرفه، قالت إن الجدران كانت ضيقة والضوء خافت، ولم تكن تسمع أي صوت من الخارج. كانت تبكي طوال الوقت، ولم يُقدّم لها أي طعام إلا قليل من الماء والخبز. سألها الطبيب والمحققون إن كانت تتذكر شكل الشخص أو المكان، لكنها لم تستطع وصف شيء سوى أنه “كان مظلمًا وباردًا وصامتًا”.

بدأت الأجهزة الأمنية بمسح كل البيوت المهجورة والمخازن والمنازل المهجورة في محيط خيطان، وجرى تحقيق موسّع، خاصة بعد أن عُثر في ثوبها على آثار مواد مهدئة. تشير الأدلة إلى أن الطفلة كانت مخدّرة أكثر من نصف الوقت، ما يجعلها غير قادرة على تذكر الأحداث بدقة. ومع ذلك، أصرّ والدها أن تُعرض على أطباء نفسيين، ورفض العودة بالحادثة إلى الظل. أراد أن يعرف من حوّل ابنته الطاهرة إلى هذا الكائن المرتجف الذي لا ينام إلا في حضن أمها ويصرخ كلما أُغلق الباب.