قصة كريمة ياقوت الطفلة

قصة كريمة ياقوت الطفلة

بدأت العائلة تبحث في كل زاوية، في السطح، بين الغرف، تحت الأسرة، لم يكن هناك أثر. الجيران بدؤوا يساعدونهم، وخرج الرجال للبحث في الشارع والمناطق القريبة، بينما ظلت الأم واقفة في الصالة تبكي بصمت ويدها على قلبها كأنها تحاول منع انهيار ما من الداخل. تم إبلاغ الشرطة التي حضرت فورًا، وبدأت التحقيقات وسط أجواء مشحونة بالتوتر والحيرة. لم يكن في الحي أي كاميرات مراقبة توضح ما حدث، ولم يبلغ أحد عن أي حركة مريبة.

مرّ اليوم الأول وكريمة لم تظهر. وبدأت الأخبار تنتشر في المنطقة، ثم في وسائل الإعلام المحلية. كانت القضية غريبة جدًا، لا اختطاف معلن، ولا دليل، ولا طلب فدية. فقط طفلة اختفت داخل بيتها في وضح النهار. وجه الأب تغيّر كليًا، الرجل الذي كان لا يُفارق المسجد أصبح لا يغادر قسم الشرطة والمستشفيات. أما الأم فدخلت في صمت طويل لا تكسر حدّته إلا بكلمات مكسورة تدعو الله أن تعود طفلتها، ولو ميتة، فقط لتدفنها بيديها.

في اليوم الرابع، تلقى الأب اتصالًا من أحد رجال الأمن. تم العثور على طفلة مطابقة لوصف كريمة في مستشفى مبارك الكبير. هرع الأب ويده ترتجف إلى هناك، لكن المفاجأة كانت أقسى من أن يحتملها قلب بشر. نعم، هي كريمة، لكنها لم تكن كما كانت. الطفلة التي دخلت المستشفى كانت ممددة لا تتحرك، غائبة عن الوعي، وآثار كدمات واضحة على وجهها ورقبتها وذراعيها. الطبيب قال إن شخصًا مجهولًا ألقى بها أمام بوابة الطوارئ وغادر بسرعة.