قصة فتاة بريطانية

قصة فتاة بريطانية

مرت أسابيع قليلة، ثم أرسل لها يخبرها أنه في مطار هيثرو وسيبيت ليلته في فندق قريب، وأنه يتمنى لقاءها في بهو الفندق. فرحت ليلى كثيرًا، وذهبت متحمسة، وقلبها يخفق من التوتر والفرح. جلست تنتظر قرابة نصف ساعة لكنه لم يظهر. بعثت له رسائل ولم يرد، ثم أرسل لها بعد ساعتين يخبرها أن طارئًا حدث، وسافر مجددًا إلى دبي. شعرت بخيبة أمل، لكنها سامحته سريعًا بسبب طريقته المهذبة في الاعتذار، ووعوده بتعويضها قريبًا.

بعد تلك الليلة، بدأت الأحداث تتغير. أصبح يطلب منها تفاصيل أكثر دقة، مثل رقم جواز سفرها، ومكان ولادتها، ومعلومات عن حسابها البنكي بحجة أنه يريد تحويل مبلغ لشراء خاتم الخطوبة من متجر معين في لندن. هنا بدأت ليلى تشعر بشيء غريب، وتذكرت كلمات صديقتها، فقررت أن تتريث. أرسلت رقمه لصديقتها التي تعمل في شركة أمن إلكتروني، وطلبت منها التحقق.

كانت الصدمة حين عادت لها الصديقة بعد يومين، وأخبرتها أن الرقم يعود لرجل في دولة أخرى، معروف بأساليبه الاحتيالية، وقد تم الإبلاغ عنه سابقًا في قضايا نصب إلكتروني واستدراج ضحايا عبر مواقع المواعدة. شعرت ليلى وكأن الأرض انشقت تحتها، كيف خدعها بهذا الشكل رغم كل حذرها؟ كيف دخل إلى حياتها بهذا الهدوء ثم انقلب إلى كابوس؟

أبلغت الشرطة، وتم التفاعل مع بلاغها بشكل سريع، خاصة بعد أن تبين أنه استخدم هويّات مزيفة وخوادم خارجية، مما جعل تتبّعه صعبًا. أما هي، فكانت تعاني من ألم نفسي شديد، ليس فقط لأنها كادت تُخدع، بل لأنها شعرت بالذنب والثقة العمياء التي منحتها لشخص لم تره. توقفت عن استخدام الإنترنت لشهور، وأغلقت كل حساباتها، وقررت أن تفتح صفحة جديدة في حياتها، مليئة بالحذر والوعي، دون أن تفقد إنسانيتها أو حلمها.

رجل الأحلام لم يكن سوى محتال محترف استغل ثقتها ليجمع معلوماتها ويخطط لعملية نصب، لكنها نجت بأعجوبة قبل أن تقع ضحيته، واكتشفت أن الأمان على الإنترنت يبدأ من الحذر لا من الكلمات الجميلة.