الحجامة من أقدم طرق العلاج التي عرفها الإنسان، وقد ارتبطت بمفاهيم الطب النبوي والطب الصيني القديم، وتم توارثها عبر الأجيال حتى وقتنا الحاضر. كانت تُستخدم في الحضارات القديمة كوسيلة لتنظيف الجسم من الدم الفاسد وتحفيز طاقته، وهي تعتمد على مبدأ بسيط لكنه عميق الأثر، وهو إخراج السموم من الجسم عبر نقاط محددة على الجلد باستخدام أكواب زجاجية أو بلاستيكية مخصصة لهذا الغرض.
تُجرى الحجامة في أماكن محددة من الجسم وفقًا للحالة الصحية التي يُراد علاجها، وتتنوع بين حجامة جافة يتم فيها شفط الدم دون خروج فعلي له، وحجامة رطبة تُحدث بها خدوش بسيطة على الجلد ليُخرج منها الدم المحتقن. ورغم أن بعض الناس ينفرون من شكل العملية، إلا أن مفعولها الإيجابي قد أثبتته كثير من التجارب الشخصية والبحوث الحديثة التي بدأت تهتم بهذا النوع من الطب البديل.
من أكثر فوائد الحجامة شيوعًا قدرتها على تقليل الآلام المزمنة، خصوصًا في الظهر والرقبة والمفاصل، حيث تُحفّز تدفّق الدم وتحسّن من قدرة الجسم على التخلص من الالتهابات. كما يُلاحظ تحسن ملحوظ في مستوى النشاط البدني والنفسي بعد الجلسة، وكأن الجسم يتنفس من جديد. ويرجع ذلك إلى أن الحجامة تُساعد في تخفيف الضغط عن الأعصاب وتحسين الدورة الدموية في المناطق المعالجة.
كما أن بعض الدراسات ربطت الحجامة بتحسن في حالات الصداع المزمن والصداع النصفي، إذ تقلّ نوبات الألم وتقل شدتها بعد عدد من الجلسات المنتظمة. وهذه النتائج دفعت العديد من المراكز الطبية في العالم إلى اعتماد الحجامة كوسيلة داعمة للعلاج التقليدي، خاصة في حالات الألم العضلي والتشنجات المزمنة.
تابع في الصفحة الثانية لتكتشف كيف تُسهم الحجامة في تنشيط المناعة وتحسين الحالة النفسية والوقاية من أمراض العصر…
تعليقات