قصة مرتي حامل

قصة مرتي حامل

في اليوم التالي، رجعت للمستشفى وطلبت نسخة مفصلة من جميع فحوصاتي القديمة، وأصرّيت أشوف طبيب مختص في العقم والتشخيص الوراثي. شرحت له حالتي، وقلت له: “أنا معاي خمسة أولاد وأثبتت التحاليل إنهم أولادي، بس التحاليل تقول إني عقيم!”، رد علي بهدوء وقال: “اللي عندك اسمه عقم ثانوي، وهذا نادر، لكنه ممكن يصير نتيجة إصابة أو مرض متقدم، يعني كنت تقدر تنجب، بس فقدت القدرة لاحقًا”. حسيت كأني رجعت أتنفس، بس بنفس الوقت حسيت إني تسرعت، وإن الجهل كان ممكن يدمر حياتي.

رجعت البيت وأنا أحمل أكبر درس في حياتي، إن الظن السيء سيف قاتل، وإن الطعن أحيانًا ما يكون بكلمة، يكون بنظرة، أو بخوف داخلي ما قلناه. قضيت أسابيع أحاول أرجّع الثقة بيني وبين زوجتي، وكانت إنسانة عظيمة بكل المقاييس، ما ذكرتني بشكي ولا بكلمتي، بس كنت أنا كل يوم أعاتب نفسي، وأتمنى أن الزمن يرجع علشان أمسح كل لحظة فكرت فيها إني أشك.

اللي صار خلاني أكون رجل مختلف، صرت أقدّر وجودها أكثر، وأحتضن عيالي كأني أراهم لأول مرة. حتى جلساتنا العائلية صار فيها حب أعمق، صار فيها امتنان وخوف من الفقد، وصرت أقول في نفسي: “يا رب لا تخليني أظلم أحد من غير دليل، وخلني دايمًا أتذكّر إن النية السيئة تحرق صاحبها قبل غيره”.

تابع في الصفحة الرابعة لتعرف كيف قرر يعوّض زوجته عن سنوات الألم وما الخطوة التي غيرت حياتهم بالكامل….