قصة مرتي حامل

فتح الموظف الملف وقال لي بصوت ثابت: “جميع النتائج متطابقة… هؤلاء أولادك البيولوجيين”. في لحظة، ما سمعت شيء ثاني، كل الأصوات اختفت، حسيت كأني سقطت من فوق جبل، وارتطمت بالأرض وأنا ما بين ذهول ودموع. طحت على الكرسي وكأني ما أتنفس. “أولادي… أولادي طلعوا أولادي؟”. إيه، والله أولادي، وكل اللي كان في بالي شك وظلم وهم. خرجت من المختبر وأنا أشعر بخجل ما بعده خجل، خجل من نفسي، من تفكيري، من لحظة شكي بزوجتي.
رجعت للبيت وأنا حاس إن رجولي ما تشيلني. دخلت والكل نايم، إلا زوجتي، كانت تنتظرني على أمل تسمع مني شي يطمنها. شافت عيوني وقالت: “وش صاير؟”. قربت منها، مسكت يدها، وقلت: “سامحيني… أنا ظلمتك بقلبك، ما نطقت بس قلبي شك”. قالت: “ما فهمت؟”. قلت: “كنت فاكر إني عقيم، وفكرت إن عيالي مو عيالي، وسويت لهم فحص DNA”. ارتبك وجهها، طاحت دمعة من عينها، بس ما تكلمت.
جلست وهي جنبي، وأنا أحكي لها كل التفاصيل، من يوم ما شفت نتيجة فحصي، لحد ما شفت تقارير أولادي. ما صرخت، ما غضبت، بس دموعها نزلت بهدوء، وقالت: “أنا كنت أعرف إنك متغير، بس ما تخيلت توصل تفكر في كذا، وربي يشهد إنك أول حب وآخر حب، وإن عيالك ما شفت فيهم غير ملامحك من أول يوم”. كنت أبكي مثل طفل، وقلت لها: “والله ما لقيت فيك غير الوفاء، سامحيني يا بنت عمي، أنا ما استاهلك”.
تابع في الصفحة الثالثة لتعرف الحقيقة الغائبة التي كشفت سرًا صادمًا لم يكن بالحسبان….
تعليقات