قصة مرتي حامل

قصة مرتي حامل

قررت أسوي مفاجأة لزوجتي ما تنساها طول عمرها، طلبت من عيالي يساعدوني، ورتبت حفل صغير في حوش بيتنا. زينت المكان بصور عائلية، وكتبت على الجدار “سامحيني يا أغلى وأوفى إنسانة”. جبت لها هدية كانت تحلم فيها من زمان، خاتم بسيط محفور عليه كلمة “الثقة”، لأن هذه الكلمة هي اللي كسرتها وأنا لازم أرجّعها. لما شافت الترتيب والعيال يضحكون ويغنون، وقفت في النص وعيونها تمتلئ دموع، وقالت: “ما كنت أحتاج كل هذا، كنت بس أحتاج تحضني وقت ما شكّيت”.

حضنتها والعيال حولي، حسيت إن البيت ارتاح من حمل ثقيل. ومن ذاك اليوم صار عندنا طقس أسبوعي، كل يوم جمعة بعد المغرب، نقعد سوا نراجع أسبوعنا ونحكي بصراحة. قررنا نزرع الثقة بيننا من جديد، مو بالكلام، لكن بالمواقف الصادقة والدعم وقت الضعف. رجعت زوجتي تضحك من قلبها، وعيالي صاروا أقرب لي من أي وقت مضى، وكلهم يعرفون اللي صار، لأننا اخترنا نكون صادقين معهم ونعلمهم قيمة النية الطيبة.

وفي جلسة صافية، قلت لها: “أنا ناوي أكتب قصتنا، مو علشان أفضح نفسي، لكن علشان كل رجل يسمع يحذر من سوء الظن، وكل زوج يتعلّم يحمي بيته بالعقل قبل العاطفة، وبالدليل قبل الحكم”. ابتسمت وقالت: “لو قصتنا تنقذ بيت ثاني من الخراب، أنا راضية”.

تابع في الصفحة الخامسة لتقرأ النهاية التي حملت رسالة العمر من أب لزوجته وأبنائه والعالم….