قصة مرتي حامل

مرت سنة على الحادثة، وكل يوم فيها كان بناء جديد لثقة قديمة انكسرت. تعلّمت إن أضعف لحظة في حياة الرجل مش لما يمرض أو يفقد، لكن لما يشك في أقرب إنسانة له بدون دليل. تعلّمت إن النية الطيبة مو كفاية، لازم معاها عقل متزن، وصبر طويل، وسؤال قبل الحكم. كتبت رسالتي في ورقة علّقتها على باب مكتبي: “زوجتي بريئة، وقلبي أذنب، وثقتي هي الهدية اللي أرجعها كل يوم”.
أصبحت قصتي معروفة بين العائلة وبعض الأصدقاء، ما خجلت منها، لأنها تحمل أعظم درس في الحياة الزوجية. واليوم، لما أمسك يد بنتي الصغيرة، أو أسمع ابني يناديني “بابا”، أغمض عيوني وأحمد ربي إنّي ما خربت بيتي بشكي، وإن زوجتي ما تخلّت عني رغم كسري.
صرت أرافق زوجتي في كل مراجعة طبية، مو بس عشان أكون معاها، لكن عشان أقول لها: “أنا ما راح أتركك في أي لحظة، حتى لو خانني عقلي، قلبي اليوم ما عاد يصدق غيرك”. كنا على وشك الانهيار، لكن الحمد لله، الحب الحقيقي ينتصر لما يكون مبني على الحقيقة، والتوبة، والتقدير.
وهذه قصتي، يا من تقرأ، لا تظلم ولا تتهوّر، فإن كلمة شك قد تهدم بيتًا، وإن غياب الفهم قد يخسرنا أثمن من في حياتنا. وإذا مرّ عليك يوم حسيت فيه بظن، تذكّرني، وتذكّر زوجتي، وتذكّر أن أحيانًا الشيطان ما يدخل من باب الخيانة، بل من باب الجهل والضعف.
تعليقات