قصة تزوجت وعمري ثمانية عشر عامًا

مرت السنوات، وكبرت بناتي أمام عيني، حفظن القرآن، وتعلمن، وأصبح لكل واحدة منهن شخصية قوية مستقلة. في أحد الأيام كنت أجلس أشرح لبناتي درسًا، دخلت علينا فتاة صغيرة كانت زميلتهن وقالت لي: “ماما قالت عنك إنك بطلة”. لم أفهم، فسألتها: “ليه قالت كده؟”، أجابتني ببساطة: “عشانك ما بعتيش نفسك”.
حينها بكيت، لأنني أدركت أن أصعب المعارك لا ترى فيها نتائجها إلا بعد وقت طويل. لم أعد أكره من ظلمني، ولا من أراد كسري، فقط دعوت الله أن يعاملهم بعدله، وأن يحمي بناتي من أي ألم يشبه ألمي. وكلما سألتني إحداهن لماذا لم تتزوجي، أقول لهن: “تزوجت مرة واحدة من رجل كان عوني في الدنيا، والباقي كله رزق مؤجل”.
وإلى يومي هذا، ما زلت أذكر زوجي، وأدعو له، وأحمد الله أنه أخذني من باب الظلم إلى درب النور، وأنه ثبتني في اللحظة التي كدت أنهار فيها. لم أندم على الرفض، بل أندم فقط أنني لم أهرب قبل أن أرى الخوف في عين طفلتي.
تعليقات