سر انجذاب النساء لبابلو بيكاسو

النساء اللاتي أحببن بيكاسو لم يكنّ جاهلات أو مراهقات، بل كثيرات منهن كن فنانات أو مثقفات أو سيدات مجتمع، وهذا يطرح سؤالًا أكثر عمقًا: هل كان الجمال وحده هو ما يجذب المرأة؟ في حالة بيكاسو، كانت المسألة تتعلق بما هو أبعد من الشكل، لقد كان بيكاسو ذكيًا جدًا في قراءة النفس البشرية، وكان يعرف كيف يظهر لكل امرأة بشكل مختلف. البعض شعرن بأنه يعاملهن وكأنهن محور الكون، والبعض الآخر رأى فيه ثورة فنية تمشي على قدمين، والبعض اعتبرنه ملاذًا للهروب من حياة تقليدية باهتة.
من الأمور اللافتة أن أغلب من ارتبطن به لم ينجحن في نسيانه بسهولة، بل ظل أثره محفورًا في حياتهن حتى بعد سنوات من الفراق. البعض دخلن في اكتئاب طويل، والبعض توقفن عن ممارسة الفن، وكأن رحيله أخذ معهن جزءًا من طاقتهن. بيكاسو لم يكن يقدم حبًا هادئًا، بل كان إعصارًا من العواطف والانفعالات، وهذا الإعصار كان أقوى من كل معايير الجمال المعتادة.
كانت طريقته في الحديث، نظرته الحادة، صوته حين يرسم بالكلمات، كلها أدوات سحرية امتلكها دون أن يشعر. لم يكن يحاول أن يكون جذابًا، لكنه كان يعرف قيمته، وكان مقتنعًا أنه لا مثيل له، وهذا الثبات في الشخصية، حتى وإن كان صادمًا، كان يخلق عند النساء نوعًا من الانجذاب الفطري، كما لو أنهن وجدن فيه رجلًا لا يتكرر، حتى لو كان صعبًا أو مؤلمًا.
النساء انجذبن لبيكاسو لأنه امتلك حضورًا ذهنيًا وعاطفيًا ساحقًا، جعلهن يشعرن أنهن أمام رجل يملك العالم رغم أنه لم يملك وجهًا جميلاً
تعليقات