ارتفاع الكورتيزول

ارتفاع الكورتيزول لا يحدث من تلقاء نفسه، بل نتيجة نمط حياة مضطرب لا يعطي الدماغ والجسم الفرصة الكافية للراحة والتوازن. أول وأقوى محفز هو قلة النوم المزمن، خاصة عندما ينام الشخص في ساعات متأخرة من الليل أو يستيقظ بشكل متكرر، مما يمنع الجسم من الدخول في مرحلة النوم العميق حيث يتم ضبط مستويات الهرمونات. المحفز الثاني هو القلق المزمن، سواء الناتج عن مشاكل يومية أو ضغوط عمل أو حتى التوتر غير المبرر، حيث يستجيب الجسم له كما لو أنه يواجه خطرًا حقيقيًا فيبدأ بإفراز الكورتيزول دون توقف.
أما من ناحية العلاج، فالأبحاث الحديثة تشير إلى أن خفض الكورتيزول لا يتطلب دواءً دائمًا، بل مجموعة من التعديلات الدقيقة في السلوك اليومي. أولها هو تنظيم النوم عبر تثبيت موعد محدد للنوم والاستيقاظ، وتجنب الإضاءة الزرقاء قبل النوم بساعتين. ثانيًا، ممارسة الرياضة المعتدلة يوميًا لمدة نصف ساعة، مثل المشي أو تمارين التنفس، يساهم في تقليل مستويات التوتر. ثالثًا، الاهتمام بالتغذية، خصوصًا تقليل الكافيين والسكر، وزيادة الأطعمة التي تحتوي على الماغنيسيوم وأوميغا 3 مثل المكسرات والأسماك والبذور.
كما أن بعض الأعشاب أثبتت فعاليتها في تنظيم هذا الهرمون، مثل أشواغاندا والريحان المقدس، وهي نباتات تساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل استجابة الجسم للضغوط. أيضًا، من التقنيات المفيدة تقنيات التأمل والتنفس العميق وتمارين الاسترخاء قبل النوم، التي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي السمبثاوي وتثبيت الحالة النفسية. ولا ننسى أهمية قضاء وقت ممتع يوميًا بعيدًا عن الشاشات، سواء في الطبيعة أو مع العائلة، فالتجارب الإيجابية تساهم فعليًا في خفض الكورتيزول.
التوتر والقلق وقلة النوم ترفع الكورتيزول لأنه هرمون يُفرز استجابة للضغط، ويمكن خفضه بتنظيم النوم، تقليل السكر والكافيين، واللجوء للرياضة والتأمل وأعشاب مثل أشواغاندا والماغنيسيوم
تعليقات