طفل أبيض لعائلة جيناتها سمراء

من الناحية الجينية، يوجد ما يزيد عن 100 جين يساهمون في تحديد لون الجلد، وكل جين يمكن أن يأتي على هيئة نسخة “سائدة” أو “متنحية”. في الحالات التي يكون فيها الأبوان داكني البشرة لكن كلاهما يحمل جينًا متنحيًا للون الأبيض، فإن احتمالية ظهور طفل يحمل هذا الجين المزدوج تكون قائمة. وإذا ورث الطفل هذه النسخة المتنحية من كلا الوالدين، فإن اللون الأبيض سيظهر عليه بوضوح حتى وإن لم يظهر على أي أحد من الوالدين أو الإخوة.
وقد أشارت دراسات علم الوراثة أن جينًا يُعرف باسم SLC24A5 هو من الجينات المسؤولة عن تفتيح لون الجلد، ووجود طفرة فيه لدى طفل من أبوين سمر قد يؤدي إلى هذه النتيجة. كما أن بعض الحالات ترتبط باضطرابات جينية نادرة، مثل المهق، والذي يقل فيه إنتاج الميلانين لدرجة كبيرة، ويظهر الجلد والشعر بلون أبيض حتى في العائلات السمراء، لكن في حالات المهق تكون هناك علامات واضحة في العيون والحساسية للشمس، وهو ما يُفرق بين المهق والاختلاف الجيني الطبيعي في لون البشرة.
الأطباء وخبراء الوراثة يؤكدون أن هذه الظاهرة لا تستدعي القلق، لكنها قد تتطلب فحصًا جينيًا إذا صاحبتها أعراض طبية أخرى. أما في الحالات الطبيعية، فهي مجرد نتيجة للتركيب الوراثي المتنوع داخل العائلات. وفي بعض المجتمعات التي تنتقل فيها الصفات بين الأجيال بشكل متداخل، تزداد فرص حدوث هذا النوع من التنوع. العلم لا يفسر فقط الشكل الظاهري، بل يكشف كيف أن جذور الإنسان قد تمتد أبعد مما يظنه، وأن كل فرد يحمل في داخله بصمات من أجداد ربما لم يعرفهم أبدًا.
يولد طفل أبيض لعائلة سمراء عندما يرث نسختين من جينات متنحية لتفتيح البشرة يحملها الوالدان، دون أن تظهر عليهما، وهو أمر علمي طبيعي يسمى بالوراثة المتنحية
تعليقات