سبب عدم قدرة الجسم على الاسترخاء

سبب عدم قدرة الجسم على الاسترخاء

من أبرز الأسباب التي تمنع الجسم من الدخول في حالة الاسترخاء الحقيقية هو فرط إفراز هرمون الكورتيزول، والذي يُفرز عند الشعور بالضغط النفسي أو القلق المستمر. هذا الهرمون يعمل على تنشيط الجسم وتأهيله للاستجابة للخطر، لكنه حين يظل مرتفعًا لفترات طويلة يمنع تفعيل الجهاز العصبي المسؤول عن الراحة. كذلك، فإن نمط التفكير الزائد وما يسمى بـ”فرط التحليل” يجعل الدماغ في حالة نشاط دائم، حتى أثناء الراحة الجسدية، وهو ما يُبقي الجسم يقظًا بلا سبب حقيقي.

هناك أيضًا ارتباط وثيق بين نقص بعض العناصر الغذائية مثل الماغنيسيوم وأوميغا 3 وفيتامين ب المركب، وبين ضعف قدرة الجهاز العصبي على تهدئة نفسه. إذ تساهم هذه العناصر في تنظيم الإشارات العصبية وتقليل الاستثارة الزائدة. كما أن العادات اليومية السيئة مثل الإفراط في شرب الكافيين، أو استخدام الهاتف قبل النوم، أو النوم في بيئة غير مريحة، تؤثر مباشرة على قدرة الجسم على الاسترخاء العميق.

العامل النفسي له دور كبير كذلك، إذ يحمل بعض الأشخاص تجارب سابقة أو مشاعر غير محلولة تجعلهم يعيشون في حالة دفاع داخلي دائم، كأن جسدهم يشعر بالخطر حتى وإن لم يكن هناك خطر حقيقي. هذا يُفسّر لماذا يُصاب البعض بالشد العصبي الدائم، وتشنج الرقبة أو الظهر، وعدم الراحة العامة، رغم أنهم لا يعانون من أي مرض عضوي ظاهر.

إعادة التوازن تبدأ بفهم طبيعة الجسم، والاعتراف بأن الاسترخاء ليس ترفًا بل ضرورة عصبية. وتبدأ الخطوات العملية من تقليل المحفزات، تحسين جودة النوم، ممارسة تمارين التنفس العميق، وتعلّم إيقاف دوامة التفكير المستمر، إضافة إلى تغيير بعض المعتقدات الداخلية التي تبقي الجسم متأهبًا طوال الوقت.

السبب هو هيمنة الجهاز العصبي النشط بسبب القلق والكورتيزول، ونقص المغذيات، والتفكير المستمر، مما يمنع الجسم من تفعيل وضع الراحة الطبيعي رغم توفر الظروف الخارجية.