قصة بعد ولادة طفلي الأول

قصة بعد ولادة طفلي الأول

مرت أربعون يومًا كأنها أربعون عامًا، كنت أمضيها في بيت أهلي ما بين آلام الولادة، وسهر الرضيع، والخوف من المسؤولية الجديدة، لكن داخلي كان ممتلئًا بالحنين. في الليلة الأربعين، اتصل زوجي، صوته كان دافئًا على غير العادة، وقال: “غدًا سآتي لأخذك، البيت بلاك لا قيمة له”.
شعرت بقلبي يبتسم، لكن كبريائي لم يسمح لي بإظهار ذلك، فقلت له ببرود: “ما أنا مرتاحة هون، خليني شوي كمان”.
صمت قليلًا ثم قال: “زي ما بدك، بس أنا اشتقتلك، اشتقت لريحة وجودك، لصوتك بالبيت، لطفلك بينّا”.

أغلقت المكالمة وأنا أبتسم رغمًا عني، لكني قلت لنفسي: “خليه يعرف إني مش سهلة، مش أول نداء أركض وراه”.
لم أكن أعلم أن تلك الكلمات العابرة، تلك المكابرة، ستفتح بابًا لم أكن مستعدة لدخوله، بابًا مليئًا بالحيرة والانكسار والندم.

تابع في الصفحة الثانية… حين مرّ يوم، ثم اثنان، دون أن يعود زوجها كما وعد، لتبدأ أولى خطوات الغياب الحقيقي