لماذا بَسَطَ الكلب ذراعيه في قصة أصحاب الكهف

تفسير الآية كما أورده المفسرون مثل ابن كثير والطبري وغيرهما يشير إلى أن وضع الكلب عند باب الكهف وهو باسط ذراعيه كان لحكمة عظيمة. فـ”البسط” في اللغة يدل على امتداد واستعداد، وهي وضعية من يتأهب للحراسة أو يمنع الدخول. أما “الوصيد” فهو الباب أو المدخل، ما يعني أن الكلب كان حارسًا للكهف ظاهرًا، يمنع من يقترب، أو على الأقل يثير الرهبة في نفوس من يمرّون بالمكان. فالله جعل هيئة هذا الكلب مرعبة لمن يراه، حتى إن الله قال عن من يراهم: “لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا”.
وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن الكلب كان له دور في حماية الفتية من أعين الناس، حتى لا يجرؤ أحد على الاقتراب من الكهف، رغم مرور القرون. فالوضعية التي اختارها الله له وجعلها ثابتة طوال تلك السنوات كانت آية في ذاتها. كما أن بسط الذراعين هو سلوك الكلب عند الحراسة والراحة في نفس الوقت، فليس هو بوضع الهجوم، ولا هو بوضع النوم، بل وضع الوسط الذي يُشعر بالهيبة.
ومن لطائف التفسير أن بعض العلماء قالوا إن هذا الكلب، مع بساطته، نال شرف الذكر في القرآن وخلّده الله مع الصالحين، بسبب صحبته لهم، فدلّ ذلك على فضل مرافقة أهل الإيمان. وأن الله لم يرفعه مكانًا ولا رتبة، بل جعله عند الباب، يؤدّي دوره في الصمت، دون أن يدخل الكهف، تمامًا كما لكل مخلوق دوره. أما ذراعيه فبُسطتا لا لطلب طعام ولا استجداء، بل حماية، أو كأنها امتداد للسكينة التي أحاطت بهم.
بسط الكلب ذراعيه بالوصيد لأنه كان حارسًا للكهف، ووضعه يوحي بالرهبة واليقظة، وجعل الله هيئته آية تمنع الناس من الاقتراب طوال الثلاثمئة عام
تعليقات