لماذا المسلمون لا يأكلون الخنزير

من الجوانب البيولوجية التي تميز الخنزير عن باقي الحيوانات أن تركيبة خلايا جسمه قريبة جدًا من تركيب خلايا الإنسان، ولهذا السبب تُستخدم أحيانًا بعض أعضائه في التجارب الطبية أو حتى في الزرع المؤقت. لكن هذا القرب في التركيب لا يعد ميزة دائمًا، لأنه يعني أن الأمراض الفيروسية والبكتيرية التي يحملها الخنزير يمكن أن تنتقل للإنسان بسهولة أكبر من غيرها، وقد يحدث تفاعل مباشر بين أنسجة الجسمين في حالة تناول اللحم دون وعي بالخطر.
وتشير التقارير الطبية إلى أن الخنازير أكثر عرضة لحمل فيروسات معقدة وقابلة للتحور، وهي نفس البيئة التي قد تخلق سلالات جديدة من الأمراض التي تصيب البشر كما حدث في بعض الأوبئة السابقة. كما أن عملية تربية الخنازير نفسها تُعرّضها لتناول مواد كيميائية ومحفزات نمو قد تبقى آثارها في لحومها، مما يزيد من خطورة الاستهلاك المتكرر.
أما على المستوى الهضمي، فإن الخنزير يملك جهازًا هضميًا قصير المسار، أي أن الطعام الذي يتناوله لا يمر بعملية تنقية معقدة قبل أن يتحول إلى أنسجة. وهذا يعني أن أي سموم أو شوائب أو طفيليات تدخل جسمه يمكن أن تنتقل مباشرة إلى لحمه ومن ثم إلى الإنسان إذا تم استهلاكه. وهو ما يجعل لحم الخنزير بيئة خصبة للملوثات التي لا يراها الإنسان بالعين المجردة.
وعليه، فإن التحريم الإسلامي الذي جاء قبل أكثر من 1400 سنة لم يكن فقط قرارًا تعبديًا، بل كان في جوهره حماية لصحة الإنسان من أضرار لم تكن مفهومة في ذلك الوقت، ثم جاء العلم الحديث ليؤكدها واحدة تلو الأخرى.
المسلمون لا يأكلون لحم الخنزير لأنه مليء بالطفيليات والسموم وصعب الهضم، ويشكل خطرًا صحيًا كبيرًا حتى بعد الطهي، مما يجعل تحريمه في الإسلام توافقًا مع الاكتشافات العلمية الحديثة
تعليقات