قصة امرأة وضعت رقمها على عربة التسوق

قصة امرأة وضعت رقمها على عربة التسوق

حاولت أن أتماسك وسألتها بهدوء: “ممكن أفهم ليش حطيتي الرقم؟ وإيش الهدف من كل دا؟” تنهدت وقالت: “أنا آسفة إذا تصرفت بطريقة ما تعجبك، بس كنت مضطرة… أنا أعرفك، مو من السوق، أعرفك من زمان”. انقبض قلبي للحظة، وبدأت أراجع ذاكرتي، فصوتها لم يكن غريبًا بالكامل، وكلماتها بدت مألوفة. سألتها مباشرة: “تعرفيني من وين؟”

قالت: “أنت درّستني خصوصي قبل أكثر من عشر سنين، لما كنت طالب في الجامعة، كنت تشتغل في الصيف مدرس خاص، أنا كنت بنت الجيران القديمة”. صُدمت للحظة، تذكرت فتاة صغيرة كانت خجولة جدًا، بالكاد تنطق، تلميذة ذكية، لكن لم يخطر ببالي أنها كبرت وصارت تلك المرأة التي قابلتها في السوق.

قلت: “طيب… بس ليش كل دا؟” ردت بصوت فيه وجع: “أبوي توفى، وامي كبيرة ومريضة، وأنا ماعندي أحد، وكنت أدور شغل أو أحد يساعدني، بس كل الأبواب مقفلة، وقلت يمكن تتذكرني وتساعدني، بس ما قدرت أقول لك وجها لوجه”.

سكتُّ طويلاً، وأنا أشعر بثقل الكلمات، لم يكن الموقف كما ظننت، ولا المرأة كما تخيّلت. كانت تستنجد بطريقة مؤلمة، بعد أن ضاقت بها الدنيا، فأدركت أن أحيانًا خلف التصرف الغريب حكاية موجعة.

المرأة لم تكن تتقرب لأجل علاقة، بل كانت طالبة قديمة استغاثت بعد وفاة والدها وظروفها الصعبة، فوضع الرقم كان طلب نجدة لا أكثر