قصة هروب سجناء ألكاتراز

في ليلة الحادي عشر من يونيو عام 1962، نفّذ الرجال الثلاثة خطتهم التي استمرت شهورًا من التحضير. خرجوا من الزنزانات عبر الفتحات التي حفروها خلف الجدران، وتسلقوا أنفاق التهوية حتى وصلوا إلى سطح السجن، ثم نزلوا إلى المنطقة الخلفية حيث لم تكن هناك رقابة مباشرة. استخدموا طوفًا بدائيًا صنعوه من معاطف مطاطية مسروقة تم نفخها يدويًا وربطها بإحكام.
انطلقوا في المياه المظلمة، ولم يُشاهدوا بعد تلك الليلة أبدًا. في صباح اليوم التالي، اكتشف الحراس غيابهم، وصُدم الجميع حين وجدوا رؤوسًا مزيفة من الورق المعجون والشَعر الحقيقي موضوعة على الوسائد لإيهام الحراس بأنهم نائمون. أثارت العملية جدلًا واسعًا، وتم فتح تحقيق فيدرالي كبير، وجابت المروحيات والزوارق مياه الخليج بحثًا عنهم، لكن دون جدوى.
رجّحت السلطات أنهم غرقوا في المياه الباردة، خاصة أن التيارات كانت قوية، لكن لم تُعثر على جثثهم مطلقًا، ولا على أي أثر حاسم. وفي السنوات التي تلت، وردت عدة بلاغات عن أشخاص يشبهونهم في أمريكا الجنوبية، كما تلقّت عائلة الأخوين أنجلين بطاقات بريدية وصورًا غامضة، ما أعاد إشعال الشكوك حول احتمال نجاتهم.
أغلقت قضية الهروب رسميًا باعتبارها “فرارًا غير مؤكد”، وظل ملفها مفتوحًا في سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي حتى عام 1979، لكن لم يصدر أي إعلان رسمي يُثبت موتهم أو نجاتهم. وقد تحولت قصتهم إلى أفلام وبرامج وثائقية ومصدر إلهام لمن يعتبرون الذكاء وسيلة للتحرر حتى من أقسى القيود.
السجناء الثلاثة فرّوا بحفر فتحة خلف التهوية وصنعوا طوفًا من المعاطف، ونجحوا بالخروج من الجزيرة دون أن يُعثر عليهم، وظل مصيرهم مجهولًا حتى اليوم
تعليقات