توقعات ليلى عبداللطيف

توقعات ليلى عبداللطيف

المتتبع لطريقة ظهور ليلى عبد اللطيف يلاحظ أنها تعتمد أسلوب التعميم الذكي، فهي لا تُحدد تفاصيل دقيقة دائمًا، بل تستخدم مصطلحات واسعة قابلة للتأويل، مثل “حدث كبير سيقلب المعادلة” أو “شخصية بارزة تغيب عن الساحة”، وهي عبارات قد تنطبق على عشرات الاحتمالات، ما يجعل فرصة تحققها أعلى بكثير من التوقعات المباشرة.

كما أنها تتابع الأخبار والملفات الدولية والمحلية بشكل دقيق، وتبني على ما يراه الجميع، لكنها تصيغه بلغة درامية تجعل الناس يشعرون بأنها سبقت الحدث. وبذلك فهي تجمع بين الذكاء الإعلامي، والقدرة على قراءة الواقع، وفهم ديناميكيات السياسة والمجتمع، بطريقة تبدو خارقة للبعض، لكنها في الحقيقة تحليلية ومنطقية.

ولا يمكن تجاهل تأثير التكرار في ذهن المتلقي، فحين تُطلق مجموعة كبيرة من التوقعات، فإن تحقق واحدة فقط منها يمنحها هالة من التصديق، ويجعل الناس يتجاهلون عشرات التوقعات الأخرى التي لم تصب. وهو ما يُعرف نفسيًا بتأثير الانحياز التأكيدي، حيث يميل الإنسان لتذكر ما يؤكد قناعاته ونسيان ما يخالفها.

وأخيرًا، فإن الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في تضخيم توقعاتها، من خلال إعادة نشر المقاطع التي تحقق جزء منها، وتجاهل التوقعات التي لم تحدث، مما يُعزز الاعتقاد بأنها تملك شيئًا خارقًا، رغم أنها لا تدعي الغيب، بل تُكرّر أنها “تشعر” أو “ترى مشهدًا عامًا” دون تحديد كيف أو من أين.

توقعات ليلى عبد اللطيف تصيب أحيانًا لأنها تعتمد على تحليل الواقع والتعميم الذكي، وليس لأنها تعلم الغيب، بل تستخدم الحدس والتكرار والإعلام لصنع تأثير قوي على المتلقي