أسرار الحجامة

أسرار الحجامة

أشارت الأحاديث النبوية إلى أن “خير ما تداويتم به الحجامة”، كما ثبت أن النبي ﷺ احتجم مرارًا في أماكن محددة من جسده، كأعلى الكتف والرأس، وهي نقاط معروفة في الطب الصيني القديم بكونها مراكز لتنشيط مسارات الطاقة وإزالة السموم. ومع تطور الطب التشريحي الحديث، تبيّن أن هذه المواضع غنية بالشبكات العصبية والشرايين الدقيقة التي تتأثر مباشرة بالحجامة.

من الناحية الطبية، تعمل الحجامة على تقليل لزوجة الدم، وتحفيز نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة، كما تُخفف من ضغط الدم وتقلل الشد العضلي، وتساعد الجسم في التخلص من الشوائب التي لا تخرج عبر البول أو العرق بسهولة. كذلك، تُنشط الحجامة الكبد والكلى، وتدعم الجهاز المناعي من خلال التخلص من الخلايا الضعيفة.

أما من الناحية النفسية، فإن عملية الحجامة بحد ذاتها تعيد التوازن بين مراكز الأعصاب والطاقة، ما يفسر شعور كثير من الناس بتحسن في المزاج العام، وتراجع أعراض القلق والتوتر بعد جلسات منتظمة. كما أنها مفيدة لمن يعانون من الأرق المزمن أو الصداع النصفي أو آلام المفاصل والظهر.

والملفت أن توقيت الحجامة له تأثير كبير، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه أوصى بالحجامة أيام 17 و19 و21 من الشهر الهجري، وهي أيام ثبت أن ضغط الدم يكون فيها أقل، والهرمونات في الجسم أكثر استقرارًا، ما يزيد من فاعلية العلاج. وهذا التوجيه النبوي لم يكن اجتهادًا بل سبق علمي مذهل أثبتته الأبحاث الحديثة بعد قرون.

أوصى النبي ﷺ بالحجامة لأنها تخلص الجسم من السموم، تنشط المناعة، تعالج الألم، وتعيد توازن الطاقة، وأثبت العلم الحديث فوائدها بدقة بعد 1400 عام من وصيته بها