أكثر ما يُضعف صورة الرجل في نظر المرأة هو التصرف الدائم بتردد وتوقع منها أن تقوده في العلاقة، فالمرأة بطبيعتها تحترم الرجل الذي يعرف ماذا يريد، والذي لا يحتاج أن يسألها في كل خطوة إن كانت ترضى عنه أم لا. التصرف وكأنها مركز الكون وإلغاء كل حياته من أجل وجودها لا يُظهر الحب، بل يُظهر فراغًا داخليًا يجعله غير جذاب بالنسبة لها، ويُفقده جاذبيته حتى وإن كان نقيًا في نواياه.
الرجل الذي يخاف من الخلاف، ويتجنب قول رأيه خوفًا من أن تُغضبها كلماته، هو رجل يسقط من عينها تدريجيًا، فهي لا تبحث عن تابع، بل عن شريك قوي وواضح، يقول نعم بثقة، ويقول لا بهدوء. أما من يُبالغ في التودد والاعتذار، ويتنازل حتى عن كرامته في سبيل رضاها، فإنها قد تشعر بالشفقة تجاهه، لكنها لن تحترمه ولن تُكمل حياتها بجانبه عن قناعة.
كثرة الحديث عن المشاعر، وإغراقها برسائل طويلة مليئة بالضعف والانكسار، وإظهار الاحتياج المستمر، كلها إشارات تُفقد العلاقة توازنها، لأن المرأة تنجذب نفسيًا للرجل الذي يُشعرها بالأمان والاستقرار، لا من يحتاجها ليشعر بوجوده. التعلق المفرط، والغيرة الزائدة، والمقارنات المستمرة مع الآخرين كلها تُرسل إشارات نفسية للمرأة أن هذا الرجل ليس واثقًا من نفسه ولا يشعر بالقيمة دونها.
الرجل الذي يراقب تفاصيلها الدقيقة، ويتابع حركاتها ويحلل كل تصرفاتها، ويطلب منها تفسيرًا دائمًا لكل تغيير بسيط، يتحول في عينيها إلى عبء ثقيل، لأنه يُرهقها بتوتره وخوفه وقلقه، وبدل أن تستند عليه، تصبح هي من تتحمله. الثقة لا تعني الغرور، بل تعني أن يكون له حياته، وقراراته، وصمته أحيانًا، وغيابه المدروس، وحدوده التي تحترمها حتى وهي تحبه.
السلوكيات التي تُشعر المرأة بضعف الرجل هي الإفراط في التعلق، والتردد، والتنازل المبالغ فيه، والخوف من الخسارة لدرجة إلغاء الذات والشخصية.
تعليقات