مدينة ضخمة بنتها الصين لكنها فارغة

المدينة تُدعى “كانغ باشي” أو “كانجباشي”، وهي جزء من منطقة أوراد في إقليم منغوليا الداخلية شمال الصين. وُضعت خطتها في أوائل الألفينات، وبدأ البناء بقوة عام 2003، حيث تم تشييد كل شيء من الصفر، بما في ذلك الأبراج السكنية الفاخرة، والمكتبات العامة الضخمة، والمسارح، والملاعب، وحتى البنية التحتية الذكية التي تنافس كبريات العواصم العالمية.
لكن المشكلة بدأت من الأساس، إذ تم بناء المدينة على أمل أن الناس ستنتقل إليها تلقائيًا لمجرد أنها جديدة ومتكاملة، دون دراسة حقيقية لحاجات السكان أو دوافعهم الاقتصادية. لم يكن هناك فرص عمل كافية، ولا شركات كبرى تدفع الناس للاستقرار هناك، كما أن أسعار العقارات كانت مرتفعة في البداية مقارنة بالدخل، مما جعل أغلب المواطنين يعزفون عن الانتقال.
كما أن العديد من الوحدات السكنية شُيدت عبر استثمارات عقارية ضخمة لأغراض تجارية بحتة، دون النظر في الجدوى الاجتماعية، مما جعل المدينة تتحول إلى ما يُشبه مستودعًا هائلًا للعقارات الفارغة. الناس اشتروا ولكن لم يسكنوا، والمرافق لم تُستعمل، والمدينة ظلّت واقفة باردة تنتظر الحياة التي لم تأتِ.
ورغم المحاولات الأخيرة لتنشيط المدينة عبر تخفيض الأسعار، وتحفيز الشركات للاستثمار فيها، إلا أن الصورة العامة ما تزال مربكة، وتُثير جدلًا واسعًا حول جدوى التوسع العمراني بدون دراسة سلوك الإنسان وتوزيع الفرص الاقتصادية بشكل واقعي ومدروس.
المدينة هي “كانغ باشي” في منغوليا الداخلية، كلفت 93 مليار دولار وبقيت فارغة لأن الناس لم ينتقلوا إليها لغياب الوظائف وارتفاع الأسعار وضعف الجدوى الاقتصادية.
تعليقات