الفرق بين ان شاء الله وبإذن الله

الفرق بين ان شاء الله وبإذن الله

في سورة الكهف، عندما نزل قوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله) كان ذلك تعليمًا للنبي ﷺ وللأمة من بعده أن أي فعل مستقبلي لا يتم إلا إن شاءه الله، حتى لو ظن الإنسان أنه في متناول يده. فهنا “إن شاء الله” ترتبط بالفعل البشري الذي قد يقع أو لا يقع بحسب المشيئة.

أما “بإذن الله” فتأتي غالبًا في الأمور التي تجاوزت قدرة البشر، وتحققت بقدرة الله المباشرة، كما في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: (وأُبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله)، فهنا لم يقل “إن شاء الله” بل قال “بإذن الله” لأن المعجزة حصلت فعلًا بموافقة وإذن رباني.

أيضًا في سياق النصر، يقول الله: (وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)، ويقول في موضع آخر: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)، فهنا النصر لم يكن محتمل الوقوع، بل تم فعليًا، وكان بإذن الله وتدبيره، وليس فقط مشيئته المعلقة على المستقبل.

الفارق الدقيق أن “إن شاء الله” تُستخدم لما لم يحدث بعد وقد يحدث أو لا يحدث، وهي تعبير عن التوكل والتفويض. أما “بإذن الله” فتُستخدم لما وقع فعليًا أو سيقع حتمًا لكن لا بقدرة بشر، بل بتيسير رباني واضح، وتُشير إلى وجود تدخل إلهي مباشر.

“إن شاء الله” تتعلق بأفعال البشر المستقبلية المعلقة على المشيئة، أما “بإذن الله” فهي تُستخدم للأمور التي تقع بتدخل رباني ومعجز كالنصر والشفاء وخرق السنن.