في أحد مستشفيات فلسطين المحتلة، كانت امرأة مسيحية تئن بصمت داخل غرفة الطوارئ، تحتضن طفلتها الصغيرة التي نُقلت بحالة خطرة بعد إصابتها بشظية في الرأس، جراء قصف استهدف الحي الذي تسكن فيه. لم تكن هذه السيدة طرفًا في صراع، ولا تنتمي لأي فصيل، كل ما فعلته أنها حاولت حماية ابنتها من موت عشوائي سقط فوق رؤوس الأبرياء.
كانت ابنتها تلفظ أنفاسها الأخيرة يوم الثاني عشر من ربيع الأول، وهو اليوم الذي يحتفل فيه المسلمون بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كانت الأم تبكي بحرقة، ودموعها تغسل وجنتيها، بينما صرخت أمام الجميع قائلة: “أين أنت يا محمد؟ أمتك قتلت ابنتي في يوم مولدك”.
صرخة الأم لم تكن تحديًا، بل وجعًا، وصيحة أم تبحث عن عدالة في وجه ما رأت، فقد فقدت ابنتها الصغيرة التي لم تعرف من الدنيا سوى حضن أمها وابتسامة عابرة. الكلمات خرجت من قلبها جريحة، لكنها اخترقت قلوب الحاضرين، حتى من لم يشاركها الدين، شاركها الوجع والذهول.
في الغرفة نفسها، كان هناك ممرض مسن، فلسطيني مسلم، يقف عاجزًا أمام المشهد، شعر كأن الصرخة وُجهت له هو شخصيًا، وأنه مطالب بأن يُبرر شيئًا لم يرتكبه، لكنه لم يستطع أن يتكلم، فقد كانت الصدمة أكبر من أن تُرد بكلمة أو تبرير. لكن لم تمر سوى دقائق حتى حدث ما لم يكن بالحسبان.
تابع الصفحة الثانية لتعرف كيف جاء الرد الذي غيّر كل شيء…
تعليقات