قصة تزوجت رجل ليس في الوجود مثله

قلت له: وماذا الآن؟ تريد تعود كأن شيئًا لم يكن؟ قال: لا… عارف إن الغلط كبير، وعارف إنك ما تستاهلي وجع ثانية، بس أنا ما عدت أقدر أكمل الحياة بدونكم. رفعت ابني الذي كان يهم بالبكاء، وقلت له: هذا ابنك، تركته يكبر في بطني لحالي، وكنت أمسح الدم من الأرض وأنا حامل. ما سألت عني، ولا حتى سألت الطبيب كيف كان حملي. ثم سألته بصوتي المبحوح: ناصر، هل يمكن أن أثق بك من جديد؟ نظر إلي وقال: لا تطلبي مني وعدًا، بس خليني أبدأ من تحت الصفر، أكون خدام في البيت لو هذا يرجعلي ثقتك.
بكيت. مش لأجله، بل لأجل روحي التي ما زالت رغم كل شيء تتمنى لو يعود لي كما كان في أول أسبوع من زواجنا، حين كان يضع رأسي على كتفه ويقول لي: ما تتخيلي قديش أنا محظوظ فيك. لكن ذلك الرجل انتهى، أو ربما لم يكن موجودًا أساسًا. بقيت ليلتي تلك وأنا أفكر، أنظر لابني وهو نائم، وأقول: هذا الصغير، يستحق أبًا ولو جريحًا، ولو مكسورًا، لكن لا يستحق أمًا تفتح قلبها مره أخرى بسهولة لمن باعها.
تعليقات