قصة تزوجت رجل ليس في الوجود مثله

في اليوم التالي استيقظ باكرًا، نظف الحوش، طبخ لي ولطفله فطورًا، وجلس أمام الباب ساكتًا. لم أكلّمْه. كنت أراقب تصرفاته بصمت. جاء أبي وقال لي: إن عاد تائبًا يا بنتي، لا تطفئي فرصة التوبة من قلبه. قلت: أنا ما أقدر أنسى، بس ما راح أغلّق الباب. مرت أيام قليلة، عاد ناصر فيها رجلاً بسيطًا، خجولًا، يعتذر من نظراته، ويطلب فرصة من صمته.
حتى جاء ذلك اليوم، كنت في غرفة طفلي ألبسه، فدخل علي وبيده ظرف. قال لي: هذي ورقة من المحكمة، تفيد بإغلاق القضية هناك، وسداد الدين من طرف شخص رفض يقول اسمه، بس قال لي أوصل رسالة: “من باعت مجوهراتها لتسعدك… لا تستحق غير الوفاء”. كانت الرسالة من صديقتي التي كنت أخفي عنها كل شيء.
نظرت إليه وقلت: الدنيا تسلف، وأنت جربت الخيانة، وأنا جربت الوحدة، اليوم كل واحد منا لازم يقرر… هل نبدأ من جديد، ولا نكمل وحدنا؟ وقف ناصر أمامي وقال: اختاري، أنا مستعد أبدأ حتى لو كنت خدام في البيت… بس ما أتركك ثاني.
تعليقات