قصة تزوجت رجل ليس في الوجود مثله

مرت الشهور، وكان طفلي في عامه الأول، وأنا أصبحت أقوى، لا لأن ناصر تغير فجأة، بل لأنني أنا اخترت أن لا أكون ضحية. غفرته؟ ربما. سامحته؟ لا أدري. لكني سمحت له أن يبقى، لا حبًا فقط، بل لأنني أردت أن أُربي ابني على معنى أن الرجولة ليست أن لا تخطئ، بل أن تعود بعد السقوط بشرف. ناصر عمل بجد، عاد يكتب، يعمل، يحاول، وكنت أراقبه من بعيد. لم أعد تلك الفتاة الساذجة التي تبيع مجوهراتها حبًا، بل أصبحت امرأة تعرف قيمة نفسها جيدًا.
في كل مساء، حين ينام طفلي بيننا، يلتفت إليّ ناصر ويهمس: “أعدك ما أرجع ذلك الرجل”. أبتسم ولا أجيب، لأن الجرح لا يشفى بكلمات، لكنه يهدأ بأفعال. وها أنا اليوم أكتب قصتي، لا لأقول أن النهاية كانت سعيدة، بل لأقول إن الألم لا يدوم، وأن المرأة التي تُخذل مرة، قد تنهض وتربّي قلبها كما تُربّي طفلها، بهدوء… وثبات.
تعليقات