قصة تزوجت رجل ليس في الوجود مثله

وصل مساءً. لم أسمع صوت طرق الباب، بل صوت بكاء ابني وهو يستيقظ من نومه، وحين خرجت لأحمله، رأيت باب البيت مفتوحًا، وناصر واقف في المدخل كأنه ظل. كان نحيلاً، وجهه شاحب، لحيته غير مرتبة، وعيناه غائرتان كأن العمر مر عليه وحده. لم أتكلم، ولم يقترب. ظل واقفًا وقال: بس خمس دقايق، واطلع. بقيت صامتة، وأشرت له بالدخول. جلس على الأرض، لم يطلب ماء، لم ينظر لي، فقط قال: تعرفي وين كنت؟ قلت له: عند اللي تحبها، مش هيك؟ قال: كنت في السجن.
ارتبكت، سألته: سجن؟! وين وكيف؟ قال: البنت اللي تركتك عشانها كانت متزوجة، خدعتني، وبسببها دخلت بمشكلة قانونية كبيرة هناك. مكثت أربعة شهور، ممنوع من التواصل، ممنوع من الاتصال بأي شخص. خرجت بعدها مديون ومكسور، وكل ما كنت أملك راح. قلت له: وأنا؟ قال: ما كنت أعرف، ما قدرت أوصل لك، كنت في مكان ما فيه رحمة. تركتني هناك لحظة صمت، وأنا أقاوم دموعي، ليس لأني صدقته، بل لأن في قلبي سؤالًا لم أعد أملك القدرة على دفنه.
تعليقات