سواء كنت من محبي السفر أو من الذين يشعرون بالتوتر على متن الطائرات، لا بد أنك لاحظت هذا التصرف المتكرر في كل الرحلات الجوية، وهو إطفاء أنوار المقصورة بالكامل عند الإقلاع والهبوط، خاصة إذا كانت الرحلة في الليل أو في أجواء منخفضة الإضاءة. البعض قد يظنه جزءًا من روتين الطيران أو خطوة لتوفير الطاقة، وآخرون يعتبرونه مجرد تقليد لا معنى له.
لكن الحقيقة أن هذا الإجراء يُنفذ بدقة ووعي من قبل طاقم الطائرة بناءً على تعليمات الطيران المدني الدولية، حيث يتم ذلك في توقيت محدد من الرحلة، عندما تبدأ الطائرة بالإقلاع أو تقترب من الأرض للهبوط. وهما المرحلتان اللتان تُعدان الأكثر خطورة في أي رحلة جوية، حيث أن النسبة الأكبر من الحوادث الجوية تحدث خلالهما، سواء بسبب مشاكل فنية أو تغيّرات مفاجئة في الأجواء أو الطقس أو حتى بسبب خطأ بشري بسيط.
ورغم التطور الكبير في عالم الطيران، وتوفر أنظمة الملاحة والتحكم المتطورة، فإن السلامة تبقى أولوية مطلقة لدى شركات الطيران حول العالم، وتُتخذ كل خطوة بناءً على دراسات وتجارب عملية طويلة. ولهذا السبب، تُطفأ الأنوار في توقيت مدروس تمامًا، ويُطلب من الركاب إبقاء الستائر مفتوحة، وربط الأحزمة، والتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية.
الغريب أن كثيرًا من المسافرين لا يعرفون السبب الحقيقي وراء هذا التصرف المتكرر، بل ويظنون أنه مجرد إجراء اعتيادي، بينما تكمن خلفه تفاصيل دقيقة مرتبطة بسلامة الركاب، واستعدادهم لأي احتمال طارئ قد يتطلب استجابة فورية في لحظات حرجة.
تابع الصفحة الثانية لتتعرف على السبب الحقيقي العلمي والأمني وراء إطفاء أنوار الطائرة أثناء الإقلاع والهبوط…
تعليقات