السبب الحقيقي لوضع وشم من ثلاث نقاط

لطالما أثار الوشم المكوّن من ثلاث نقاط فضول الكثيرين، إذ يُلاحظ وجوده بشكل متكرر على أيدي بعض الأفراد، غالبًا على ظهر الكف أو بين الإبهام والسبابة، ويُرسم على هيئة مثلث مكوّن من ثلاث نقاط صغيرة سوداء. ورغم بساطته الظاهرية، إلا أن هذا الوشم يحمل دلالات أعمق بكثير من كونه مجرد اختيار جمالي. ففي الواقع، يُعد هذا الرمز من أكثر الرموز استخدامًا في ثقافة الشوارع والسجون، وله جذور في أنماط الحياة المرتبطة بالتمرد، أو الانتماء، أو حتى تجربة الحياة القاسية التي مرّ بها صاحبه. لا يمكن تفسير هذا النوع من الوشوم بمعزل عن السياق الاجتماعي أو البيئي الذي نشأ فيه الشخص، فكل نقطة من هذه النقاط ترمز إلى فكرة أو مبدأ أو موقف مر به صاحب الوشم
في العديد من الدول، خاصة في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، يرتبط وشم النقاط الثلاث بما يُعرف في أوساط السجناء أو العصابات بشعار “Mi Vida Loca” أي “حياتي المجنونة”، وهي عبارة تحمل في طياتها الكثير من المعاني المرتبطة بالاضطراب، الانفصال عن النمط الطبيعي للحياة، واختيار أسلوب معيّن من العيش يتسم بالخروج عن القواعد السائدة. غالبًا ما يُستخدم هذا الوشم للتعبير عن ماضٍ غير تقليدي، مليء بالتجارب القاسية، أو كإشارة غير مباشرة إلى الانتماء لجماعة أو بيئة اجتماعية معيّنة دون الإفصاح المباشر عنها. وقد يُفسر أيضًا على أنه نوع من الحماية الرمزية، يضعه صاحبه ليُظهر أنه ليس من السهل المساس به، أو أنه مرّ بتجارب كافية تمنحه هيبة ضمن بيئته الاجتماعية
ومع أن البعض يعتقد أن هذا الوشم مرتبط حصريًا بالانتماء للعصابات، إلا أن الحقيقة أكثر تعقيدًا. فهناك أفراد كثيرون يضعونه كشكل من أشكال سرد الذات، ليحكي من خلاله قصة صامتة عن سنوات من الضياع، أو الشقاء، أو التحدي. ثلاث نقاط فقط، لكنها تختصر حياة مليئة بالتفاصيل، وتتحول مع الوقت إلى رمز لا يحتاج إلى شرح.
تتمة المقال في الصفحة الثانية تابع القراءة لتعرف السر الحقيقي……….
تعليقات