تشهد الأرض خلال العقود الأخيرة تغيرات بيئية غير مسبوقة، بدأت تطال جميع أركان الكوكب، من قمم الجبال الجليدية إلى أعماق المحيطات. ويأتي في مقدمة هذه التغيرات الذوبان المتسارع للكتل الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، نتيجة الارتفاع المستمر في درجات الحرارة العالمية. وبموازاة ذلك، ظهرت ظواهر بحرية مقلقة، منها تزايد حوادث اقتراب القروش من الشواطئ ووقوع هجمات على السباحين، ما يعكس خللًا في النظم البيئية البحرية. هذا التزامن بين ذوبان الجليد وتغير سلوك القروش ليس مجرد مصادفة بيئية، بل مؤشر إلى ترابط أكبر بين المناخ والحياة البحرية وتهديد مباشر لمستقبل الاستقرار على كوكب الأرض
ذوبان الجليد القطبي يعني ارتفاع منسوب مياه البحار، وهذا بدوره يؤدي إلى تآكل السواحل وغمر مناطق منخفضة من اليابسة، ويُهدد مدنًا بأكملها بالغرق. كما أن ذوبان التربة الجليدية المعروفة بـ”البرمافروست” يؤدي إلى انبعاث غازات محتجزة منذ آلاف السنين، كالميثان، وهو من أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري. هذا التسارع يُحدث حلقة مفرغة: فكلما ذاب الجليد، ارتفعت درجات الحرارة أكثر، ما يؤدي إلى ذوبان إضافي، وهكذا. وفي حين ينشغل العالم بمؤتمرات المناخ والاتفاقيات الدولية، فإن الواقع يتغير بوتيرة أسرع من كل الخطط الموضوعة
أما في المحيطات، فالأمر لا يقل خطورة. تشير دراسات علمية حديثة إلى أن ارتفاع حرارة المياه وتغير توزيع التيارات البحرية يدفع القروش والكائنات المفترسة الأخرى إلى الاقتراب أكثر من السواحل، بحثًا عن الغذاء أو بيئة مناسبة. وهذا ما يفسر تزايد الهجمات المسجلة على الشواطئ في السنوات الأخيرة، حتى في مناطق لم تكن تعرف بهذا النوع من الخطر من قبل. بعض القروش التي كانت تفضل الأعماق أصبحت تظهر قرب المصطافين، في تحول بيئي يثير التساؤلات حول طبيعة الاختلال الحاصل في النظام البيئي البحري بأكمله
تتمة المقال في الصفحة الثانية تابع القراءة لتتعرف عالمزيد….
تعليقات