ذوبان جليد القطبين وارتفاع أمواج البحر

ذوبان جليد القطبين وارتفاع أمواج البحر

يشير بعض العلماء إلى أن هذا الاضطراب في سلوك القروش قد يكون ناتجًا أيضًا عن تراجع أعداد فرائسها التقليدية بسبب الصيد الجائر أو التلوث، ما يضطرها للبحث عن مصادر غذاء جديدة بالقرب من البشر. كما أن ذوبان الجليد يُغيّر ملوحة المياه في بعض المناطق، ويؤثر في التيارات البحرية التي تُعد بمثابة طرق تنقل طبيعية لكائنات البحر. كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من البيئة البحرية ساحة فوضى بيئية، تضيع فيها التوازنات الدقيقة التي كانت تحكم حركة الأسماك والمفترسات منذ آلاف السنين

التبعات لا تتوقف عند الجانب البيئي فحسب، بل تمتد إلى الأمن الغذائي والسياحي والاقتصادي. فالشواطئ التي كانت تُعد وجهات سياحية أصبحت مهددة بالخطر، مما يؤثر في اقتصاد الدول الساحلية. كما أن ارتفاع منسوب المياه قد يُغرق موانئ ومرافق حيوية، ويؤثر في الملاحة البحرية. أما ذوبان الجليد وتأثيره في التيارات البحرية فقد يُحدث تغيرات مناخية حادة في مناطق مختلفة من العالم، مثل موجات جفاف في أماكن، وفيضانات في أخرى، أو حتى اختفاء مواسم زراعية كاملة بسبب اضطراب الأمطار

إن هذه المعطيات تدفع الخبراء إلى التحذير من أن العالم يواجه مستقبلًا غير مستقر ما لم تتخذ إجراءات حاسمة وسريعة. الحفاظ على القطبين المتجمدين لم يعد قضية بيئية منعزلة، بل قضية مصيرية تتعلق بمصير المدن والسواحل والأنظمة الحيوية. وفي المقابل، فإن التعامل مع البحار باعتبارها بيئة حساسة تتطلب إدارة دقيقة لم يعد خيارًا، بل ضرورة بقاء. إذ أن مستقبل الإنسان ذاته مرتبط بالقدرة على استيعاب هذه التغيرات والتصرف بناءً عليها بعقلانية ومسؤولية قبل أن يفوت الأوان.