قصة النافذة الموجودة في المسجد النبوي

قصة النافذة الموجودة في المسجد النبوي
Screenshot_٢٠٢٢٠٤٠٧-٠٢٠٦٠٧_What sApp

حين تقف في الروضة الشريفة، وتسلّم على الحبيب المصطفى ﷺ بقلب خاشع ونية صادقة، تلتفت تلقائيًا برأسك إلى الخلف، فتقع عيناك على نافذة فريدة تختلف عن باقي تفاصيل المسجد النبوي. نافذة قد لا ينتبه لها الكثيرون، لكنها شاهدة على واحد من أصدق الوعود التي عرفها التاريخ، وعدٌ لم يُكسر منذ أربعة عشر قرنًا، وعد قطعه أحد صحابة رسول الله ﷺ لابنته الصغيرة، فأوفى به على مر الأزمان. إنها ليست مجرد نافذة من خشب أو حجر، بل رمز حي للوفاء، وبوابة لذكرى مؤثرة تقف في وجه الزمن.

تعود قصة هذه النافذة إلى الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، والرجل الذي عاش مع رسول الله ﷺ في كل لحظاته حتى لحقت روحه الطاهرة بالرفيق الأعلى. في أحد أيام المدينة، كانت ابنته الصغيرة تمشي معه داخل المسجد النبوي، ولم تكن قادرة على فهم قدسية الموقف أو جلال المكان. لكنها وقفت قرب تلك النافذة وطلبت من والدها طلبًا طفوليًا ببراءة: أن تبقى هذه النافذة مفتوحة دائمًا، كي يدخل منها النور والهواء، ولكي تراها كلما جاءت للمسجد. نظر إليها سعيد بن زيد، وربّت على رأسها وقال جملته التي ظلت تتردد في صدى التاريخ: “أعدك يا بنيتي أن تبقى هذه النافذة مفتوحة، ما دام لي في الأرض نفس.”

مرت الأيام، ورحل الصحابي الكريم عن الدنيا، ثم توالت القرون، وتبدّلت معالم المسجد وتوسّع، وجُدّدت جدرانه وسقوفه وأبوابه، إلا تلك النافذة، بقيت كما هي، مفتوحة على الدوام، وكأن يدًا خفية تمنع إغلاقها. حاول كثيرون إغلاقها في بعض مراحل الترميم، لكنها كانت تُترك مفتوحة بأمرٍ من العلماء والمشايخ، كلما علموا قصتها، إجلالًا لذلك الوعد الصادق الذي قطعه رجل صالح لابنته. فما بين الخشب المنحوت والزجاج القديم، ينبض وعد رجلٍ لا يراه أحد، لكنه يسكن أرواح كل من مرّ بتلك البقعة الطاهرة.

لقد كانت تلك النافذة بمثابة رابط روحي بين الماضي والحاضر، بين رجل صدق الله فصدقه، وبين ابنة بريئة أصبحت رمزًا لوعدٍ خالد. إن أعظم ما في هذه القصة ليس فقط في وجود النافذة، بل في بقاء الوعد حيًا رغم مضي الزمن وتبدّل الحكام والدول. فكم من وعود تنتهي بانتهاء أصحابها، وكم من أقوال ذهبت مع الريح، إلا هذا الوعد، ظل ثابتًا، تتناقله الأجيال كما تتناقل أخبار المعجزات، لأن فيه روحًا من الوفاء لا تموت، ونفحة من بركة الصحبة مع رسول الله ﷺ.

في الصفحة الثانية ستعرف الحقيقة الكاملة حول من هو هذا الصحابي ولماذا ظل وعده حيًا حتى يومنا هذا…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *