أسباب تشققات اللسان والأصابع

من الخطأ الشائع الاعتقاد أن تشققات الأصابع واللسان هي مجرد مشاكل جلدية سطحية، لأن الأبحاث الحديثة أثبتت أن 25% من حالات التشقق المتكرر ترتبط بمشاكل داخلية خطيرة، خاصة عندما تترافق مع أعراض مثل الإرهاق المستمر، تساقط الشعر، اضطرابات في النوم أو ألم في المفاصل. فمثلًا، إذا كان اللسان المتشقق يترافق مع إحساس بالحرقان أو تغير في حاسة التذوق، فقد يكون مؤشرًا مبكرًا على وجود خلل في خلايا الفم بسبب تكاثر غير طبيعي – وهي بداية قد ترتبط بحالات نادرة من السرطان الفموي، أو بمراحل مبكرة من مرض مناعي يهاجم الغدد اللعابية.
أما تشقق الأصابع الذي يتزامن مع احمرار وتيبس صباحي في المفاصل، فقد يكون بداية لمرض الروماتويد أو تصلب الجلد، وهما من أخطر الأمراض المناعية التي تتطور بصمت وتؤثر على الأعضاء الحيوية لاحقًا. وكذلك، فإن وجود شقوق عميقة ومؤلمة بين الأصابع قد يدل على التهابات فطرية خطيرة مرتبطة بضعف المناعة، أو على أمراض جلدية مرتبطة بمقاومة الإنسولين مثل السكري من النوع الثاني.
الجسم لا يعبث عندما يرسل هذه الإشارات، بل يتوسل للانتباه قبل فوات الأوان. لذلك، فإن التوجه للطبيب فور ظهور هذه العلامات، خصوصًا إذا كانت متكررة أو مصحوبة بأعراض أخرى، هو ضرورة قصوى وليس خيارًا. التشخيص المبكر يمكن أن ينقذ حياة، بينما تجاهل الأعراض قد يسمح للأمراض بالتفاقم بصمت حتى تصل إلى مراحل لا تُرجى فيها العودة. يجب أن نتعامل مع هذه العلامات كما نتعامل مع إنذار الحريق: لا ننتظر اشتعال النار حتى نتحرك، بل نبدأ فورًا بالتحري والوقاية والعلاج.
أن تشقق الأصابع واللسان قد يدل على نقص في الفيتامينات أو أمراض مناعية خطيرة أو فطرية أو حتى أورام فموية، وتكرار هذه العلامات يتطلب فحصًا طبيًا عاجلًا قبل تفاقم المشكلة.
تعليقات